قال تعالى:
«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ
وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا»،
قال ابن عباس: معنى الآية أن طاعتكم
لمحمد صلى الله عليه وسلم
هى طاعة لله، وذلك لأن رسول
الله صلى الله عليه وسلم،
لا يأمر ولا ينهى إلا بما
أمر الله به ونهى عنه،
فكانت طاعته فى أوامره ونواهيه
طاعة لله، ومن أدرك هذه الحقيقة،
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم
منتهى الطاعة، وقد ثبت
فى الصحيحين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«من أطاعنى فقد أطاع الل
ه ومن عصانى،
فقد عصى الله،
وقد تنبأ النبى صلى الله عليه وسلم
بما يحدث بعده مثل ما يحدث فى
عصرنا الحاضر من الطعن
فى سنته وزعم من يطعن
أنه لا حاجة لنا بالسنة
ويكفى القرآن، حيث
قال صلى الله عليه وسلم
ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه،
ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه،
ألا يوشك رجل ينثنى شبعانا
على أريكته يقول:
عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه
من حلال فأحلوه،
وما وجدتم فيه من حرام فحرموه،
ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلى
ولا كل ذى ناب من السبع،
وهذا ما يردده القرآنيون
اليوم الذين ينكرون السنة،
ويقولون أن الله لم يتعبد الناس
إلا بما شرعه فى القرآن،
وهذا الكلام يلزم منه الخروج
عن ربقة الإسلام ولا يقول
بهذا الكلام إلا من يريد
هدم الإسلام، وذلك لأن القرآن
جاء بالأصول العامة والسنة
هى التى تفصل هذه الأصول
فالعبادات وردت مجملة فى القرآن،
والسنة هى التى فصلت ووضحت،
فالصلاة مثلا فرضها الله تعالى
فى القرآن من غير أن يبين
أوقاتها وعدد ركعاتها وأركانها
وكيفيتها، فبين ذلك
الرسول صلى الله عليه وسلم
وقال صلوا كما رأيتمونى أصلى،
والزكاة، لولا بيان رسول الله
لها ما كنَّا نعرف كيف نأتيها ولا مقدارها.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــــــم
الدكتور علـــــــى