من الفوائد الحديثية: العفة والحياء

من الفوائد الحديثية
العفة والحياء



قُرئ علينا ونحن نستمع بإسناد شيخنا الدكتور العربي زغلول حفظه الله، من سنن ابن ماجه، وقد ذُكر أيضًا بالكتب الستة بروايات متعددة، واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة ... فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته فوليت مدبرًا ... قال أبو هريرة رضي الله عنه: فبكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم قال: أعليك - بأبي أنت وأمي يا رسول الله - أغار؟



اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



قال أهل التعبير في تفسير الرؤيا:

"إن القصر في المنام عمل صالح (لأهل الدين)، ولغيرهم (حبس وضيق)، وقد يُفسر دخول القصر بالتزويج، والله أعلم في ذلك".



وقال القرطبي رحمه الله أن قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا امرأة تتوضأ))، إنما توضأت لتزداد حسنًا ونورًا، لا أنها تزيل وسخًا ولا قذرًا؛ إذ الجنة منزهة عن ذلك، سبحان الله.



وقال آخرون: "تتوضأ من الوضاءة، وهي النظافة والحسن والحكمة".

♦ وفي شرح الحديث: أن المرأة التي كانت تتوضأ هي أم سليم رضي الله عنها، وهي السيدة الفاضلة أم أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، شهدت حنينًا، وأحدًا، من أفاضل النساء رضي الله عنها، وقد تقدم مناقبها على صفحتكم.



وكانت في قيد الحياة حينئذٍ، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة إلى جانب قصر عمر، فيكون تعبيره بأنها من أهل الجنة؛ لأن رؤيا الأنبياء حق.



♦ قال الجمهور من أهل التعبير أن من رأى أنه دخل الجنة، فإنه يدخلها بإذن الله تعالى، فكيف إذا كان صاحب الرؤيا أصدق الخلق صلى الله عليه وسلم؟ جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة.



♦ وهنا يعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم العفة والطهارة والحياء، فمجرد أنه رأى تلك المرأة تتوضأ بجوار قصر عمر بن الخطاب ولى مدبرًا؛ حفاظًا على غيرة صاحبه.



تعلم - أخي الكريم - خُلُقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خير النبيين فلم تحصر فضائله
مهما تصدت لها الأسفار والكتبُ
خير النبيين لم يقرن به أحد
وهكذا الشمس لم تقرن بها الشُّهُبُ


اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تفسير القرطبي، فتح الباري لابن حجر العسقلاني، من ديوان الإمام الشافعي في حب الرسول.