حديث الإمام الطيب ‎الميثاق الغليظ

يتحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن الخلوة فى فترة الخطوبة، وأنها مباحة، ولكن فى غير خلوة ينفرد فيها كل منهما بالآخر، بل فى حضور الأسرة أو حضور بعض أفرادها، والخلوة فى فترة الخطوبة من أشد الأخطار التى تتربص بالمخطوبة على وجه الخصوص، ويقول: من حسن الحظ أن مجتمعاتنا الشرقية لاتزال تحسب لهذه الأخطار ألف حساب، رغم دعوات الإباحة والتحلل التى تحملها الرياح المسمومة.

‎ويضيف شيخ الأزهر، فى برنامجه التليفزيونى، «حديث الإمام الطيب»، أن من توجيهات الإسلام للشاب الذى يرغب فى الزواج ألا يكون مقياس اختياره هو مجرد الميل القلبى للقائها والتحدث إليها ولا مقياس وراء ذلك، فهذا الميل على أهميته البالغة لا يصلح وحده ليكون المرجعية فى استكمال هذا المشروع الكبير الذى سماه القرآن الكريم: «ميثاقا غليظا»، وإنما يحتاج الأمر فيه إلى الاطمئنان -قدر الإمكان- إلى الاستعداد العقلى والخلقى، والقدرة على تحمل مسئولية الاشتراك فى صنع أسرة قادرة على تحدى الصعوبات وتجاوز المشكلات، والإسلام حين يبنى الأسرة فإنما يبنيها على هذه الصفات، وكلها من باب الأخلاق والقيم الإنسانية.

‎وإذا بحثنا عن أبرز صفات المرأة التى تغرى الرجل بالاقتران بها وجدناها تدور على صفات أربع: الجمال، ووجاهة العائلة: حسبا ونسبا، ووفرة مالها، ثم الدين والأخلاق، وهذا ما ذكره النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، وهو -صلوات الله وسلامه عليه- وإن كان يعول كثيرا على ذات الدين فى هذا الحديث، إلا أنه لا ينفى الاهتمام بالمؤهلات الثلاثة السابقة، بدليل أنه فى أحاديث أخرى حث على التزوج من الودود الولود، ومن ذات الوجه الحسن التى قال فيها حين سئل: «أى النساء خير؟ قال: التى تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، لا تخالفه فى نفسها و لا مالها بما يكره»، ولكنه، وهو يوجه، بالفوز بذات الدين فلعلمه صلى الله عليه وسلم بأن مؤهلات الجمال والمال والنسب قصيرة العمر وكثيرة التغير والتبدل، حتى تصبح، فى بعض الأحيان، وكأنها عامل من عوامل شقاء الأسرة وتدميرها، بخلاف مؤهل الدين وطبيعته العاصمة للزوجة المتدينة من الوقوع فى أسر فتنة الشكل، أو سطوة المال والجاه، أو الفخر بالنسب أو المركز الاجتماعى للعائلة أو الأسرة.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــم
الدكتــور علــــــى