قال تعالى:
«مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عليم»،
أى: يتصدقون بها فى سبيل الله،
وفى كل وجه من وجوه الخير والبر،
هؤلاء إنما يجنون ثمرة هذا الغرس
الذى غرسوه أضعافا مضاعفة،
كما يزرع الزارع حبة فى أرض
طيبة فتنبت له سبع سنابل،
تحمل كل سنبلة مئة حبة،
والحبة تعطى سبعمائة حبة،
والحسنة تجازى بسبعمائة حسنة،
ومن نعم الله على عباده أن جعل
الإنفاق ابتغاء مرضاته طريقا
من الطرق التى يتقرب بها المسلم
إلى ربه لينال جنته، وجعله محببا
لنفس المؤمن لما أعده الله
من له من الأجر العظيم،
ومن عظيم رحمة الله تعالى
أن جعل الإنفاق على الأبناء
فى منزلة عالية، كما أخبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
من عال جاريتين حتى تبلغا جاء
يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه،
ومعنى الحديث من عال بنتين
وقام عليهما بالمؤنة والتربية حشر
مع النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة،
ويؤكد ذلك أن السيدة عائشة
رضى الله عنها جاءتها امرأة
سائلة مسكينة معها ابنتان
صغيرتان تسألها الصدقة والإحسان،
ودخلت عائشة تفتش عن شىء
تقدمه للمسكينة فلم تجد إلا ثلاث
تمرات فقالت لنفسها تمرة
لكل واحدة منهن،
وتذكرت قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم لها
«استترى من النار ولو بشق
تمرة فأعطت التمرات الثلاث
للمسكينة فأعطت المسكينة
كل بنت تمرة وأخذت تمرة
وأكلت كل بنت تمرتها بنهم
وسرعة فهما جائعتان،
ووضعت المسكينة تمرتها
فى فمها فتعلق بها البنتان تطلبان
التمرة التى فى فمها فقسمتها
نصفين وأخرجتها من فمها
وأعطت كل واحدة من بنتيها
شقا ولم تأكل هى شيئا،
وأثر هذا الموقف فى السيدة عائشة
عجبا فلما دخل عليها
النبى صلى الله عليه وسلم
بادرت تقص هذه القصة عليه فقال:
لقد أحسنت إلى بناتها فقدمتهن
على نفسها ولها أجرها،
فمن ولاه الله أمر بنات
فأنفق عليهن وأحسن إليهن
كن سترا وحجابا له من نار يوم القيامة.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريـــم
الدكتور علـــى