الحياة كل شيء فيها غرور

هذه الحياة كل شيء فيها غرور إلا طاعة الله وما والآها ..
مهما أحببنا لابد يوماً أن نفارق ..!!
مهما استمتعنا بالشيء إلاَّ مللناهُ مع التكرار ..!!
في هذه الحياة ..
وقت الفرح فيها يمُــــرُّ بسرعة ..!!
ووقت الحزن والألم فيها يمُــــــرُّ ببطيءًّ ..!!
الشيءُّ فيها مادام بعيداً عنا نحبه ونشتاق له ونتألم لبعده أو فواته ..!!
فإذا حصلنا عليه برد الحب والشوق والاستمتاع به وكان التكرار لهُ مُمل ..!!
ما مضى من حياتنا من سنين كثيرة كأنه حلم وأيام قليلة ..!!
وكما قيل : " الحياة قصيرة ولا نعرف أنها قصيرة إلاَّ في النهاية " ..!!
بل نحنُ في هذه الحياة في حلم يُوقظنا منه الموت ..!!
جاء جبريل - عليه السلام - إلى رسول الله - ﷺ - فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس."
وأنا لا أدعوا بهذا الكلام إلى اليأس والقنوط وعدم العمل، أبداً .. بل نعمل ونطلب الرزق ونتعلم ما ينفعنا في دنيانا وأخرتنا ..
( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ) المؤمن القوي في أمور الدين والدنيا ..
فلا تحزن لفوات شيء من الدنيا لأنه لم يُكتب لك ..
و ليكن نُصبَ أعيننا أننا نعيش في دنيا غرور ، تغرنا بزخرفها وملاذتها عن الهدف الذي من أجله أوجدنا الله ..
﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾
عن أبي بكرة أنَّ رجلًا قالَ : يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ خيرٌ ؟ قالَ : مَن طالَ عمرُهُ ، وحَسنَ عملُهُ ، قالَ : فأيُّ النَّاسِ شرٌّ ؟ قالَ : مَن طالَ عمرُهُ وساءَ عملُهُ".
ففرق بين رجل عاش 80 عاماً داعياً إلى الله ورسوله وإلى الإسلام عاش حياته في نفع المسلمين في دنياهم وأخراهم ولم ينسى نصيبه من الدنيا .
ورجل عاش 80 عاماً في متع الدنيا وطلبها وطلب الشهرة والتمثيل وفي إضلال المسلمين بما يُقدم .. فأيّهما خير وتتمنى أن تكون ..
البعض من المسلمين تجده ملتزم في وقته ومكافح في طلب أحلامه و أمانيه من متع الدنيا ولكن في طاعة الله لا تجد هذا الالتزام والكفاح ..
فلا صلاة ولا صدقة ولا تعظيم لشعائر الله ..!!
وختاماً :
قال الله :{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.