مَنْ غير وجهك يحلو أيها الوطنُ

مَنْ غير وجهك يحلو أيها الوطنُ
يا منْ يسرُّ فؤادي حين أحتضنُ




تَسَرَّبَتْ زفراتي حين أحضنهُ
وكوَّنتْ سُحُباً في طيّها المُزُنُ



تهاطَلتْ فوق جرداءٍ فحلَّ بها
عهد الفراديس فارقص أيها الشَدَنُ



ما كان رقصك لولا موطنٌ فتَنَت
ألحاظهُ قلب من قد فتَّهُ الوَسَنُ



وكيف تهجعُ عينٌ عن مسَرَّتِها
والسرُّ في الحبِّ أنّ القلب مُرتَهَنُ



يا أهلُ هلاَّ أتتْكم مثل صاعقتي
لكنّ في صعقها تُستَقلعُ الفتَنُ



يا أهلنا فلندعْ ما فَتَّ إلفتنا
فالويل يبدأ إنْ لذنا بمن شحنوا



من يسكبون على الأوطان علّتهمْ
وينفخون دُخان البغض ما سمنوا



تفَنَّنوا كيف يسقون البلاد أذى
فتَلْتوي منهم الأزهار والغُصُنُ



لقد دعاكم إلى الجنات موطنكم
فَلْتَسمعوه ولا تصغوا لمن طعنوا



جنّاتنا أمْنُنا تهذيبُ فكرتنا
حوارُنا بيننا لا الضغنُ يُمتَهنُ



أَهَلْ حرامٌ بأن ترقى مدائننا
فعَدِّنوها كما قد غيرنا عدنوا



أرضُ الكرامات هل تبقى معطّلَةً
وحقُّها مَثَلٌ تؤي لها المدُنُ



الله أوهبها الخيراتِ جاريةً
والخيرُ يُمنعُ إنْ طُلاّبهُ دفنوا



بالعلم والجدِّ والإخلاص نشكرها
فسائلوا يوسف الصدِّيق ما السنَنُ



أّهَلْ ندع سنة الأسباب نجهلها
أم قبلة الأنف (حَب الخشوم) فيها الحلُّ والسِّمَنُ



قد قالها خادمُ البيتين واضحةً
أنّ الرقي مع التمحيص مُقترِنُ



وقال أنْ لا حدودٌ في محاسبةٍ
فالفاسدون إذا لم يُسجنوا سَجَنوا



قد يسجنون بلاداً في مطامعهم
ويمنعون بأن لا تبحرُ السُفُنُ



فيا سفينتنا الرُّبان قائدنا
أبو المكارم عبدالله مؤتَمنُ



هيّا إلى العلم يا أشبال موطننا
وجاهدوا فالجهادُ اليوم لا دَدَنُ



و لاعبوا أنجمَ الفيزْياء والنّووي
وسيِّروا الذرَّ منها أنّها بُدُنُ



وبرِّكوها على صحراء موطننا
وبشِّروا ملِكاً قد همّهُ شجَنُ



فلا يسرُّ مليك العلم من خبرٍ
إلاّ بإحضار عرش العلم يحتضنُ



يا شعبنا فلْتقرّ العين لا قَلَقٌ
يساور الروح لا تثبيط لا تهنوا



فابن الأماجد ميزانٌ لحيرتنا
العدلُ يُنصرُ إن في كفّهِ وزنوا


من جمّع الشعب في تكوين مهجتهُ
من ساهَرَ الليل حتى يرتقي الوطنُ