الله عزَّ وجلَّ أعطانا الاستعداد الكامل للقيام بالدعوة والعبادة
و الله عزَّ وجلَّ أعطانا الاستعداد الكامل للقيام بالدعوة والعبادة،وأكثر المسلمين اليوم ترك الدعوة إلى الله،
لأنه صار قانعاًبالعمل الصالح، فالعابد ميدانه نفسه.. والداعي ميدانه كل الناس..
وكلاهما على خير..لكن القطرة لا تقارن بالبحر، وكلاهما لازم !
فواأسفاه.. على ضياع الأوقات، وبعثرة العمر، وبعثرة الفكر،
وبعثرة الجهد في الشهوات والمخازي، والقبائح والكبائر والفواحش، واتباع الشياطين.
واحسرتاه..لقد ظلت هذه الأمة تعاني من الجروح الدامية ما تعاني، وكلما التأم جرح انفجر جرح آخر.
فهل يكفي أن تسكب العَبرات على مثل هذا الواقع الأليم؟.
فمتى تؤوب هذه الأمة المسكينة إلى ربها؟.
وماذايبقى للأمة إذا تجردت من لباس الدين والأخلاق والحياء؟.
واليوم نظرة عابرة إلى العالم الإنساني كافية لإلقاء الرعب في القلوب لو كانت هناك قلوب،
فقد أسفر الصبح عن جيل راكع لشهواته لا لربه إلا ما رحم ربك، وكسرت أوامر الدين في كثير من البلاد.
فهل يُترك الناس بلا واعظ ولا مذكر، يتردون في بحار الظلمات، ويسقطون في أودية الغي والفساد والشهوات،
وينحدرون في آبار الضلال والظلام والهلاك، ويعيشون كالحيوانات والشياطين؟.
وهل لهذا الوباء الذي عمّ وطمّ من سبب؟.
وإذاعرفنا سببه فهل من علاج لهذا الجرح الذي انفجر؟.. وهذا الوباء الذي انتشر؟.. وهذا القصر الذي انهدم؟..
وهذه القلعة التي تصدعت؟.. وهذه السفينة التي أوشكت على الغرق..؟.
أمالهذا الجرح من طبيب..؟.
أمالهذا القصر من مالك..؟.
أمالهذا البيت من حراس..؟.
ألايستحي البشر من كفران النعم؟.. ألا يخافون من بطش الجبار..؟.
أمالهم في سوق الدين من أرباح..؟.
أنسوا أن الله خلقهم وكرمهم، وهداهم واشتراهم..؟.
فمابالهم جفوا باب سيدهم ومالكهم، وتعلقوا بأذيال عدوهم..؟
لما عرف الأنبياء والرسل وأتباعهم قيمة الدين الحق، وأدركوا حاجتهم الماسة إليه، وحاجة البشرية إليه،
هان عليهم كل شيء من أجله، واستطابوا المرارات والمكاره من أجله، وتسابقوا في سبيل الدعوة إليه،
ونشر سننه وأحكامه،
وسيطرذلك على قلوبهم وعقولهم، واستغرق ذلك جل أوقاتهم..
واستهانوا بزخارف الدنيا وحطامها حين اشتاقت نفوسهم إلى لقاء الله، وقصور الجنة، وعلو الهمة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|