وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا).
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الله قد رغَّب عباده في التحلى بالرحمة والتراحم بجميع صوره وأشكاله، ووسع من مجالات تداولها حتى شملت عوالم المخلوقات كلها، مؤكدا أن "الإسلام" لا يسعى للحرب ولا إلى إراقة الدماء،
وأن المسلمين لا يقاتلون إلا من يُقاتلهم
قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)، وإن وقع قتالٌ في الإسلام فهو
لدفع عدو مقاتل وصدٍ لهجومه،
ودفاع المسلم مضبوط بالعدل وعدم
التجاوز لأن هذا التجاوز في أخذ الحق يعد اعتداءً وعدواناً يكرهه الله ولو كان موجها لغير المسلمين،
موضحّا أن من صور الرحمة
- إذا اضطر المسلمون للقتال
دفاعاً عن أنفسهم- أنه لا يحل لهم أن يقتلوا المسالمين منهم كالرهبان و الصبيان و النساء و الفلاحين و العجزة ومكفوفي البصر في جيش العدو؛
بل لا يحل لهم قتل الحيوانات
في جيش الأعداء إلا للضرورة.
وشدد فضيلة الإمام الأكبر
أنه لا مخرج لعالمنا من أزماته الحادة
- بكل ما يموج به من قسوة
وعنف ووحشية- إلا بالعود ة إلى الأخلاق وعلى الأخص خلق الرحمة والتراحم.