السعودية الجديدة.. التفوق الاستراتيجي وقوة النموذج

إنّ درساً من أهم الدروس المستفادة في التعامل مع أزمة كورونا يتمثل في قوة النموذج السعودي في القدرة على التعامل مع المواقف والأزمات.. وفي حضورنا الفعال وإدراك تقنيات التفوق النوعي وصناعة اللحظة، والقدرة على الابتكار وتكريس الأوقات للإنتاج..

نقاط التحول الحضاري تمر بنا مسرعة قد لا يلتقطها المؤرخ الاجتماعي، ولذلك من الصعب جدًا أن يلتقط القلم كل التحولات التي نمر بها والتي حدثت على أرض الواقع ذلك أننا نعيش اليوم في أفضل فترات التاريخ الإنساني فرصًا وإمكانات وموارد ووفرة.

فالموجات المتعاقبة والمتتالية في التغيير والتطور والنقلات النوعية فاقت التوقعات في السرعة والأداء والفاعلية وهذا يستوجب منا الوقفة المتأنية والتي نستطيع أن نقول عندها بأننا اكتسبنا الخبرات والمهارات العلمية الحديثة ونواة التعليم الحديث ووقفتنا عند هذه النقطة تأخذ في الاعتبار عدة جوانب من أهمها إجماع المراقبين بأن التوسع المدهش الذي نشهده هو طفرة كبرى بجميع المقاييس تجاوز حجم الإنجاز إلى حجم الطموح تخطى الواقع المشهود إلى المستقبل المأمول تجاوز الواقع - على دلالات ذلك الواقع - وركز على ما يحدث بعده.

هذه الروح الطموحة هي التي تصنع الغد وتجعل من آمال اليوم وأحلام الأمس حقائق ماثلة غدًا.. فالالتزام بالحاضر والمستقبل وضعنا على طريق الإنجاز المتلاحق وتنمية حياة الإنسان بتحويله إلى إنسان منتج.. فقد لاحظ الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أننا نعيش في عالم متغير، ولا بد أن تختلف وسيلة الإنتاج لمواجهة التحدي الكبير الذي يفرضه هذا العالم المتغير.. فوضع - حفظه الله - أنظاره على هدف الإنتاج المتلاحق فالإنتاج يضع أولى لبنات الفهم الصحيح لمعنى المواطنة، فمن خلال هذا الطريق يرتبط الإنسان بالأرض ارتباطًا ذا معنى.. فالإنسان الذي يطور علاقته بالإنتاج يصير مواطنًا معطيًا مواطنًا مشاركًا مواطنًا حقيقيًا.

يقول د. ميلتون فريدمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد: إن المقياس الحقيقي لأي نظرية أو فكرة جديدة تتمثل في قدرة المرء على توقع نتائجها المستقبلية بمنتهى الدقة.

ولذلك كنا على صواب في كل ما نفعله وفي كل نتائج أفعالنا لقد لاحظ العالم اليوم الدور القوي والقيادي والفعال في مواجهتنا لأزمة كورونا، لقد رأى إنجازًا باهرًا فاق نطاق التوقعات، واليوم بمقدور العالم الإصغاء إلى تجربتنا الفعالة.

هنالك مثل يتردد في الولايات المتحدة الأميركية وبالذات في ولاية تكساس يقول المثل: "لا يقاس الأمر بحجم المعركة التي يخوضها المحارب ولكن بحجم المحارب الذي يخوض المعركة".

وعندما نستلهم هذه المقولة ندرك الأبعاد والمزايا والصفات المتفردة لشخصية الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ودوره القيادي والفعال، فتفانيه لمثله العليا وبراعته ونزاهته التامة وبساطته التي لا تعرف التكلف جعلت منه الشخصية الأكثر إشراقًا، ولذلك فإن النهج الاستراتيجي الذي يقوده الأمير محمد بن سلمان يقوم على فلسفة التفوق النوعي والريادة البارزة والحضور الفعال وبمواصفات غير مسبوقة، وإن درسًا من أهم الدروس المستفادة في التعامل مع هذه الأزمة يتمثل في قوة النموذج السعودي في القدرة على التعامل مع المواقف والأزمات.. وفي حضورنا الفعال وإدراك تقنيات التفوق النوعي وصناعة اللحظة والقدرة على الابتكار وتكريس الأوقات للإنتاج.

يقول غاندي: يجب أن نجسد التغيير الذي نرغب رؤيته في هذا العالم.

فالمملكة اليوم تتمتع بمزايا تتفوق بها على منافسيها على المدى البعيد وفي مقدمتها الطاقة التي تعكس متانة وقوة الاقتصاد السعودي الذي أصبحت من خلاله تمثل الركيزة الأساسية في مجموعة الاقتصاديات العالمية المتقدمة، ويأتي من بين تلك المزايا التركيبة السكانية فهي من أكثر دول العالم التي غالبية مواطنيها من الشباب الذين هم جيل المستقبل.. واليوم يشهد العالم الروعة الكامنة في إنجازنا ودورنا الفعال في مواجهة الأزمات.

ولذلك فإن الرسالة الحضارية التي تكمن من وراء ذلك الإنجاز أننا على ثقة كبيرة بنتائج أفعالنا، وسوف يحكم علينا التاريخ إيجابًا بما أنجزناه وما قدمناه لأنفسنا وللعالم، وبالوعود الحضارية والإنسانية التي وفينا بها.

واليوم أصبحنا في صدر الصورة، وكما يقول الأمير خالد الفيصل - حفظه الله -: مكاننا الطبيعي في الصف الأول من العالم الأول.