تتعرض مجتمعاتنا الإسلامية فى هذه الايام لفتن كثيرة تفتك بها وبكل ماتملك من قيم، فالفتنة هى الامور والاحداث التى تحرف المسلم عن الطريق المستقيم، وتزين له الباطل فيعتقد أنه الحق، والفتن: جمع فتنة وهى الابتلاء والاختبار، وسنة الله سبحانه وتعالى فى خلقه أن يبتليهم ولا يتركهم من غير ابتلاء لأنهم لو تركوا من غير ابتلاء، لم يتميز المؤمن من المنافق، ولم يتبين الصادق من الكاذب كما قال تعالى «ألم.أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فيعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» والفتن لاتكون فى وقت دون الآخر، بل الفتن فى جميع أطوار الخلائق، كما قال تعالي: «ولقد فتنا الذين من قبلهم» والفتن متنوعة منها فى الدين، والمال، والاولاد، والمذاهب، وهى على اختلاف أنواعها وتعددها ترجع الى نوعين، الأول فتن الشبهات فى الدين والعقيدة. والثاني: فى الشهوات وتكون فى السلوك والاخلاق والملذات وشهوات البطون والفروج ـ وكثر انتشارها بين مجتمعنا ولانجد لها منكراً، وكما قال جل وعلا فى سورة «التوبة» «كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم، يعنى بشهواتهم» فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم» أى تشبهتم بهم فى نيل الشهوات المحرمة وإن كانت على حساب دينكم وأخلاقكم بل تجد كثيرا من الناس فى مجتمعنا يروج للمحرمات بكل اشكالها تحت مسميات أخرى ويزرع الفتن بين الناس فعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالاعمال الصالحة فستكون فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح مؤمنا ويمسى كافرا ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا» رواه مسلم. وهنا التحذير من الرسول لجميع المؤمنين بان كل متاع الدنيا عرض، وكما قال تعالى «تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة» ها نحن الآن نرى مصداقا لكلام النبى صلى الله عليه وسلم فكم من اناس يبيعون دينهم بعرض من الدنيا حقير من أجل كرسى زائل أو منصب فان أو وظيفة من الوظائف، وربما لا يتورع الرجل أن يكذب أو ينافق أو يخادع للوصول لهذه الغاية حتى ولو وصل به الامر أن يصل بفتنته الى أن يقتل الناس بعضهم البعض، فيسود الخراب بين الناس بل يتعدى الى المجتمع والامة كلها ـ وهنا هل من فتنة اشد على الأمة الاسلامية أكثر مما هى فيه من تمزق وقتل المسلم أخاه بفتنة هؤلاء. اللهم اكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.