الطفولة هي اللبنة الأولى في بناء شخصياتنا، وهي اللبنة القوية التي تبنى عليها بقية المراحل من حياة كل فرد بالمجتمع بشكل سليم وصحي لينتج لدينا شخصيات متوازنة ومثالية بالمستقبل تستطيع مواجهة المشكلات والعيش باستقرار وتوازن، وأطفالنا اليوم يعانون من مشاعر مختلفة ومركبة، قد لا يلحظ الوالدان وجودها لانشغالهم بالحياة وتدبر العيش وغيرها من الأمور، وبسبب تغير وتيرة الحياة اليومية وسرعتها، والكثير يجهل أو يتناسى بأن الطفولة هي الحجر الأساس والمكون الرئيسي لشخصية الطفل بمختلف الجوانب: النفسية، العاطفية، الجسدية، الانفعالية والاجتماعية والتي تبدأ من الأسرة وتكبر لتصل إلى الجيران والأصدقاء ثم المدرسة والحياة الجامعية وصولا لميدان العمل ثم تتوسع كثيرا لتضم المجتمع.
وكل جانب من الجوانب النفسية ينمو ويتطور وفق البيئة والظروف المتاحة، ولو تحدثنا عن الجانب الانفعالي بشكل خاص في مقالنا وتأثيره الكبير على شخصية الطفل سنجد بأنه مجموعة من الانفعالات والمشاعر المتداخلة والمتصارعة والتي تحتاج إلى تعامل صحيح لحلها، وأول انفعال يواجه معظم الأطفال هو الغيرة، وهي ليست انفعالا بسيطا بل مزيج متنوع من الانفعالات السلبية صراع بين مشاعر الحب والعدوان بنفس الطفل، وسوف نتطرق لانفعال الغيرة من عدة جوانب رئيسية.خ
أولها مفهوم الغيرة وتعريفها:
تعريف الغيرة لغة: غيرة مصدر غار، وتعلق شديد بشخص الحبيب وقلق دائم خشية ميله لشخص آخر قد يشاركه في حبه.