شرح* من قال لا إله إلا الله دخل الجنة.
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق. وفي رواية عن علي: رغم أنف أبي ذر.
الشرح
الشيخ: هذا الحديث صحيح، ومعناه أن الرسول عليه الصلاة والسلام بين في هذا الحديث أن من حقق التوحيد وقال لا إله إلا الله فإنه يدخل الجنة ولو عمل بعض المعاصي والكبائر؛ لأن المعاصي والكبائر لا تخرجه من الإيمان كما هو المذهب الحق مذهب أهل السنة والجماعة؛ أن الإنسان يكون مؤمناً بإيمانه، فاسق بكبيرته، ولا يخرج من الإيمان بالكبائر. فهاهو الرجل لو قتل نفساً محرمة بغير حق فإن ذلك من أكبر الذنوب، ومع هذا لا يكون بهذا خارج الملة. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في الطائفتين المقتتلتين إنما يصلح بينهما أمرهما أن يصلح بينهما. وقال من الأخوة: فأصلحوا بين أخويكم. وهذا دليل على أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بفعل الكبائر، فهو يدخل الجنة وإن زنا وإن سرق، ولكن هو مستحق للعذاب على هذه الكبيرة إن كانت ذات حد في الدنيا، فعوقب به، وإلا عوقب به في الآخرة إلا أن يشاء الله؛ لأن الله يقول: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء﴾.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|