مدة حمل مريم -عليها السلام
مدة حمل مريم -عليها السلام- اختلف جمهور العلماء بالمدة الزمنيّة التي قضتها السيدة مريم العذراء -عليها السلام- بحمْل نبيّ الله عيسى -عليه السلام-، فانقسمت آراؤهم إلى ثلاثِ وجهات نظر مختلفة، يدعم أصحاب كلّ وجهة نظر فكرتهم باجتهادهم الشخصيّ، وتتلخّص هذه الوجهات بالتالي: الحمل لمدة تسعة أشهر: وهذا ما ذهبَ إليه معظم علماء الدين، فما حمل مريم إلا كغيرها من النساء، أي تسعة أشهر، لأنّ الله لم يذكر في كتابه شيئاً يخصّها بقدرة عجيبة أو مختلفة عن النساء، بالإضافة إلى الدلالات التي تشيرُ على أنها ابتعدت عن قومها عندما بدأت علامات الحمل بالظهورِ عليها، وعند سؤال يوسف النجار لها عن والد طفلها، فتسلسل الأحداث يشير إلى الفترة الزمنيّة للحمل الطبيعي. الحمل لمدة ثمانية أشهر: علماء آخرون يشيرونَ إلى أنّها حملت لمدة ثمانية أشهر، لأن معظم من يولدون بالشهر الثامن لا يعيشون، وفي هذه المعجزة تكريمٌ للنبيّ عيسى -عليه السلام-. الحمل والولادة بالوقت نفسه: وهذا رأي بعض علماء الدين وعلماء اللغة، فمن يفسّر آيات القرآن ويتأملها، فقد قال تعالى: (فحملته فانتبذت به مكانا قصيّا*فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة)، فتوظيف الله تعالى لحرف الجر الفاء فيهِ دلالةٌ على التعقيب، على اختلاف قوله تعالى في بيان طريقة الخلق: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين)، فتوظيف "ثم" هنا للدلالة على وجود فترة زمنيّة بين كل حدث، وهذا ما لم يكن موجوداً في حمل مريم العذراء.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|