شروق

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
هنا ترددت كثيرا في عده أيام سبقت ..
كلما آتي واكتب يحدث أمور معي لاتجعلني اكمل ..
سعدت انني ومنذ مده طويله ان احقق جزء من امنياتي..
وهي ان مداوله هويتي
في الكتابه ...
وها هنا سوف تُولد قصتي الأولى بالإضافة الى هذا اليوم المميز
الذي اتيت الى الحياه فيه ...

هنا سأكون و ربما يتشابه اسلوبي مع عده أساليب من الكتاب
ولذلك لأنني متذوقه للقصص وأيضا اقتبس منهم العديد من الشُغف..

منذ فتره طويله وانا أحاول اجعل هذه القصه هي بدايتي ...
والقصه الأولى التي خرجت منذ عقد من الزمن للتفكير ..
اتيتِ كالعجب ...
كالمطر بعد الجفاف ..
كالصدفه بعد الفراق ..
كالحب بعد الكره .....
اتيت كما انتي ..
كالنور وسط العُتم هكذا انارت حياتي ..
" شروق "
اسم على مسمى لتلك الفتاه التي من لحظه رؤيتي لها
وانا مهيم بها ..
منذ اللحظه الأولى اصبحتي ..
موطني الذي لا أحيا بدونه ...
ليست هذه القصه واقعيه ولكن ؟ انا اثق بوقوعها باشخاص يحملون مختلف الأسماء
وليست القصه تتكلم عن الحب فانتبه عزيزي القارئ !

بدأت القصة معك منذ ان رأيتك تتجولين حول المقهى الذي
امضي به العديد من الأوقات للتسلية وأيضا للراحة من صخب الحياه .
حسنا ..
كان هذا في تمام الساعة 9:00 مساءا ..
اليوم 22 أكتوبر سنه 2018 ..
حينما كنت اقضي الوقت مع احد الأصدقاء بعد تقاعدي من العمل ..
فانا رجل بلغت من العمر سنين متعددة وقابلت العديد من البشر فيما عدا أنتِ ..
اتيتِ بشكل مغاير ومختلف لم اكن قد اعتدت على رؤيتك وكنتي..
حديثة السكن في تلك المنطقة الأجنبية البعيدة جدا..
وقتها لم اشأ ان أشغل عقلي بك فقدومك لي كان مفاجئاً
عندما قلتي بكل جرأة : يصير اقعد ياعمي ؟ لاني انتظر مدير المقهى
انه يجي ولكنهم قالولي انه بيتاخر فيعني قلت اجلس هني ليما يجي وتعرف مافي عرب كثير ومالي خبره بالكلام مع الأجانب وكنتي تنظرين إلي
بنظرات غريبه وكأنك تنتظرين الموافقه لكن لم اجعلك تنتظرين
فسرعان لم يقبل عقلي بان تذهبي من امامي فحضورك أثر بي ترى
ما الأمر ؟ فقبلت وقد جلستي بكل ابتسامه متلهفه لقدومه ..
لم يمضي وقت طويل حتى اتى المدير وذهبت من أمامي ..
تعجبت لوهلة بماذا تريد بهذا الرجل ؟ ولماذا هي متلهفة ؟
هل يعقل بانه لديها صلة قرابه معه ؟ ولكن معرفتي به كانت
تؤكد لي بانه ليس له أقارب تساؤلات عدة خطرت على بالي ولم اجد لها أي جواب ..
ومضى الوقت بالتساؤل ولكن لم اعي بانه حان وقت إغلاق المقهى ..
فهذا لم ارده فرجل يبلغ من العمر 50 اين يمكن ان يذهب في هذا الوقت ؟
اخذت بالتفكير لوهلة ولانني أعيش وحيداً أصبحت اتجول حول البحر ..
وهناك رايتها مره أخرى ولم يدعني الفضول فسرعان ما أقتر بت ..
غريب هو الفضول وكيف يدفعنا لمعرفه أمور لاتمسنا بصله ؟
...

...
12:12 .
الوقت تأخر بس لما نكون مع الناس اللي نحبهم مانفكر فيه
وكذا مضى الوقت بدون ماأحس مع حبيبي وزوجي سعود ..
كنا نمشي حول البحر ولاننا حديثي السكن
حبينا نشوف المكان ونلقي نظرة..
كنا نمشي وحنا نفكر في مصيرنا هني وش بيكون ؟
بس انا ما أحب الصمت فسرعان ماكسرته وقلت : سودو حبيبي بأيش يفكر؟
سعود: سكتت شوي ثم قلت شوشو يمكن ما يعجبك ياللي بقوله ..
بس نظراتها لي خلتني اكمل يا شروق ادري اننا جايين نستانس بس مو نشتغل؟
وأنتي الله يهديك علطول اخذتيها فرصه وإشتغلتي وتدرين ماكنت موافق على هالفكرة لأننا بنقعد فترة ونرجع ..
وادري إننا جايين عشان نلقى حبيب قلبك وعشان أتعالج بعد منك بس طيعيني وخلينا
نغير هالمكان ماأرتحت له ولا للسكان والعرب هنا اعدادهم قليلة ..
قالت وهي معترضه : سعود كم مرة بفهمك ان هالمكان هو كان مكاني المفضل بيوم من الأيام وبعد لاتنسى ان أخوي صارله فترة يتعالج هنا وعلى قولتك " حبيب قلبك" وهمم بعد لاتفاؤل على نفسك مافيك الا العافية بس انت تتدلع شوي عشاننا بشهر العسل ماتبي اتعبك وهم مافي علاج مني ابدا وابتسمت له ..
وكملت : فاهمه شعورك وادري ماتبيني ارجع اتعلق بهالمكان بعد اللي صار بس عطيني فرصة انا وهالمكان وانا متاكدة اني بلقى غايتي وانت تعرفها عدل وشوف عاد لك خيارين اما ترضى وتتحمل عشاني ولا عاد بقط نفسي بالبحر ( قالتها بضحكه ) ؟ وضحك وكملنا مشي وبكذا انتهى هاليوم ..
غريب هو الفضول والاغرب التعلق بأشخاص فقط لأن شخصياتهم
متشابهه لاشخاص كنا نحبهم بيوم وراحو ..
ايش سر هالرجل الكبير المسمى ب علي ؟
وايش اللي حصل لاخو شروق؟
وش قصه اللي صار؟
هل من الممكن ان هالحب يبقى ؟
ولا بتبدأ مؤامرة جديده؟

اليوم الثاني 23 أكتوبر ..
الساعة 10:00 صباحاً ...
عند شروق
اليوم الأول لي بالمقهى صحيت متأخر
بسبب سعود والمنبه اللي كل وقته معكوس
علطول اسرعت باللبس وطلبت تاكسي ..
واكيد مانسيت اوصي حبيبي سعود بملاحظه على الدرج ..
رحت مسرعة وماكنت ادري لو للحظه ان اللي بيصير
بيخليني ارجع 20 سنه ورا ..
وصلت المقهى بصعوبة وعلطول رحت مكتب المدير
واخذت الشعار والمريلة وبديت شغلي بصنع كيك ..
ومن حسن حظي ان المدير قبلني كمتدربة هالفترة
لأني اصغر من العمر الموجود وقال بيشوف اذا اجتاز او يجيب احد محلي .
ومشى الوقت بأكثر طلبيات كيك وحسيت وقتها ان الغربة تخلي الواحد ممكن ينسى هالأكلات بس لما يلقاها اكيد بيحس انه لقى جزء منه
وفجأة ...
سمعت صراخ وكأن المكان للحظة أهتز ..
وكالعادة ماأقاوم الا لازم اشوف وقربت وشفت الرجال
الكبير اللي امس جلست عنده يتهاوش مع رجال من سنه
وكأن المسألة صارلها عمر ..
ومنها عرفت ان اسم الرجال علي من مناداة المدير له ...
استغربت بس طلعت وقلت بكل قوة :
خلااص هدوا وصلو على النبي وعمي لو سمحت
ممكن تجلسون ونفهم اللي صار ..
وقتها حسيت ان اللي بالمقهى كلهم طالعوني ..
خفت بس ابدا ماأتراجع وجلست بينهم ..
وقتها قال الرجال الكبير الثاني اللي كان اسمه محمود :
يابنتي شجاعه اللي سويتيه بس لاتتدخلين بمسائل ماتعنيك
انتي صح سويتي شي ماسووه اللي موجودين بالمقهى واكتفوا بالمشاهدة
بس نصيحة يابنتي لاتتدخلين لأنك بتفتحين على نفسك أبواب
الله عالم كيف تتسكر ..
قلت : مايصير الا اللي ربي كاتبه وياعم لاتضيع الموضوع قول ..
ابتسم ابتسامه غريبه وقال : الا هالمسألة ماتقدرين تحلينها يابنتي ..
لان علي اللي قدامك صارله اكثر من 20 سنه يلومني عليها ..
يلومني على ضياع بنته وكأني انا من ضيعها ..
وبكل مرة نبحث عنها يقولون ماتت وهذا الجبل اللي قدامك
مو مصدق اللي أقوله وقام وبعبرة قال: ياليت كنت من ضيعها على الأقل اقدر
أرجعها لك يارفيق عمري بس ماكان الامر بيدي كانت البنت صغيره عمرها
4 سنين ومادرينا وينها وسط مؤامرة من اخطر الرجال هنا وطلعت ..
طالعته بصدمه وانا بنفسي أقول معقول ؟ معقول اللي صار لعلي انا لي دخل فيه؟
انا كنت هناك وقتها وكنت بعمر بنته بس لا وقتها رجعنا انا وبابا وماعرفنا
وش صار ...
طالعت عمي علي وانا أقول : عمي علي يصير أكون بنتك على ماتلقاها
انا متأكدة انك قريب بتلقاها بس انت لاتخاف ولأتيأس ..
ولأنها في مكان ما اكيد قاعده تدورك طالعني نظره وراح..
حسيت وكأن الهموم تراكمت عليه ورجعت كملت شغلي ..

غريبه هي الحياة فعندما نكاد شوقاً لاتجمعنا مع أحبابها
وعندما تبرد مشاعرنا تأتي بهم وكأنها تجدد مشاعرنا !
وبنهاية هاليوم علطول كلمت سعود عشان أخبره ..
ورجعت بالذاكرة ل 20 سنه ورا ..
قبل 20 سنه ..
في الميناء ..
في نفس هالمنطقة ..
كان يوم عادي يمر مثل أي يوم ..

لكن ...
فجأة وبدون سابق إنذار ..
سمعنا أصوات عالية وهوشه يتضح انها كبيرة ..
كنت صغيرة وايد وقتها ..
بس اللي عرفته من بابا انهم كانوا عصابة ..
وخطفوا بنت صغيرة بسبب الديون اللي على أبوها ..
وماسددها لهم ..
ولأن بابا ولأول مرة كان باين نظرة الخبث على وجهه
أخذني وقال ماعليك يابنتي لاتخافين وشالني ومشينا ..
بس الحقيقة ابداً ماكانت جذي ..

سعود: فكري وحاولي تتذكرين ....(بغصه قال)
شروق ياقلبي انا خايف اقولك شي وتنهارين ويشهد
الله اني احبك وتعبت على ماأخذتك وتدرين اني كنت ذراع أبوك
اليمين ..
شروق ياحياتي صار لازم اقولك اللي عرفته ومقدر اخفي عنك
وانتي عارفه ..
شفت نظراتها وهي مستغربه , مصدومه وكأنها تقول ..
كمل واكملت : شروق اللي قلتيه كله ماصار وهذا كلام ابوك
لك عشان ماتتذكرين ..
الحقيقه ياشروق انك وقتها كنتي بوسط الهوشه
والظاهر ان عمي له علاقه بالموضوع ..
و اللي صار وقتها انك مع الناس والزحمه كنتي تمشين وسطهم
وماادري وش صار بس الناس اللي هناك قالوا لابوك انك ركبتي
سفينه عشان تتخبين بس اللي صار انك من الخوفو والمشي طحتي منها
وغرقتي بالماي ووقتها عمي انهار عليك ولما انقذك كانوا خايفين انهم يفقدونك
بس ربي ستر عليك والحمدلله عشتي لكنك فقدتي جزء من الذاكرة
وهذا اللي سمعته كله من عمي مرا وهو يتكلم بالجوال ..
ولما شافني حلفني بالله ماأعلمك بس انا مقدر وانتي تعرفين ..
ومن بعدها عمي بعدك عن كل شي ممكن يذكرك باللي صار ..
ولما صحيتي ابوك خبرك باللي قاله لك عشان ماتتذكرين ولا تسألين ..
وعوضك بالدلال والدلع وبكل شي يملكه عشان
مايخسرك انا ادري ممكن تتركيني بس والله مالي ذنب ياكل حياتي ودمع ..
شروقوبانهيار) : سعود قول انك تمزح مو؟ مستحيل كييف كييف سعود؟؟
كنت تعرف وما ا ا ا قلت..لي ليييه؟؟؟ ( برجفه)
مسكت رأسي بألم وقلت له ولأول مرة: اتركني مابيك ..
وطلعت اجري مادري لوين ..
بس كنت أبغى سعود يكون يمزح
وظليت امشي وأبكي ..
كييف صار وايش اللي صار؟
انا كنت أعيش بكذبة ؟ اييي ياشروق كذبة ..
حياتك كانت كذبة ايي كذبة وبدا صوتي يعلى ..
وتميت ماأحس بنفسي وأنا أصارخ
معقول بابا وسعود ؟ متامرين علي؟
طيب ليييه ؟ ليييه ؟؟
وماحسيت الا بالجسم اللي صدمته

وبكل اسى قال : شروق يابنتي ماينفع تسوين بنفسك كذا
وادري ماراح تتكلمين بالفصحى واوعدك أتكلم معك عادي
بس شصار معك يابنتي؟ ووين الرجال اللي كان معك؟
لايكون ضعتي في هالمدينه تعالي ارجعك لبيتك ..
قالت بكل انكسار : انا ماعندي احد ياعمي علي ..
كل اللي عشته كان كذبة وسعود ...سعود وبابا خدعوني (تبكي)
علي : يابنتي مايصير تقولين اللي تقولينه وانا ابوك ..
وكلنا نعيش بظروف صعبه ونفقد اشخاص كنا نحبهم
كل شخص يفرق عن الثاني بس كلنا لازم نصبر يابنتي ..
شروق : عمي اعتبرني بنتك بس لاترجعني لشخص مخادع ..
لاترجعني ....
منذ ان رايتك ..
اصبحتي موطني ..
جهاتي ..
حياتي ..
لم استطع ان أقاوم حزنها ولم استطع أيضا ان ادعها
لكنني وقفت محيراً كيف سأتركها وحيده في هذه الليل القامت؟
وهنا العصابات كثيرة خفت عليها فتاه شابة لاتستحق كل هذا
العناء فاخذتها الى بيت لي بعيد عن هذه المنطقه وبقيت معها ..
انا أعيش وحيداً والبيت كبير لكن لم استطع ان اخبرها ..
وانتهى اليوم ..

بعد مرور أسبوع ..
في لندن ..
اتضحت بعض الأمور لشروق بينما الحقيقه مازالت مخفيه..
ولكنها قررت ان تترك كل مايؤلمها وراءها ..
وتعيش اللحظه مع من اختارت ..
العم علي او كما تسميه بابا ..
شروق : والحين بنروح يابابا ؟ وانت غريب بانك بهالعمر وتسوق ك شاب ؟
علي: هههههه الله يسامحك يابنتي للحين فيني قوه
وعودي ماانكسر والحين بنروح مكان راح تحبينه كثير ..
شروق : بابا انا اسفه انا اخترت هالمكان عشان ماعاد ابغى اشوف
بابا ولا سعود ولا أهلي بس اسفه لاني عطلتك وخليتك تجي معي ..
بس ها شوف ( بضحكه) مو تقول اني السبب ترا انا حنيت انك ماتروح
بس انت اصريت مو ؟
علي: يابنتي مايفرق المكان قد ماتفرق ان الانسان يحس بمشاعر افضل .
وانا ماجيت الا لاني عارف هالمكان وعندي بيت هنا وماهان علي
اخليك لحالك انتي صرتي بنتي الحين وماراح اخلي شي يضرك ..
ابتسمت شروق وبدات تتامل المكان ..
هاذي الحياه اللي اختارتها ..
وهذا القرار اللي تحسه عقاب لسعود وابوها
رغم الاشتياق لسعود الا انها تكابر ..
وتتسائل: كيف هان عليه كتمان هالشي عنها؟
ومن فتره عرفت ان اخوها صار بخير ونقلوه المستشفى للندن
وبعد شفاءه بدا يشتغل هنا وكون نفسه وجت تشوفه ..
" آه ياسعود هذا انا بشوف حبيب قلبي على كلامك بس بدونك"
بعد ماانصاب برباط صليبي في ركبته سافر وتعالج والحين بدا
يشتغل وقرر يشتغل في لندن كمدرب بدال لاعب ...
واخذني الشرود ونسيت بابا علي شكان يقول بس اللي لفتني..
درج السياره كان شبه مغلق وماوعيت الا على كلمه
"اغلقيه ياشروق اذا ممكن "
وسكرته بس ماسكر وطاحت الأوراق اللي فيه ..
ومن بينهم ورقه مكتوب فيها ..
" الزوجه بدور محمد
الزوج علي زايد عبد العزيز ..
الأبناء :
بدر علي ..
سلمى علي ..
سلطان علي ..
شروق علي ..
شروق وبكل تساؤل بداخلها هذا اسمي واسم جدي بس ليه
مكتوب اسم العم علي بدال اسم بابا عبدالله ؟
مو معقول تتشابه أسماء اكيد فيه علاقه بالموضوع ..
ومين عياله بس ماطال هالشي فسرعان العم علي
اخذ الأوراق وخباها وعاتب شروق ..
لكن التساؤلات ماخلتها حتى تفكر تزعل على عتابه لها ..
شروق بنت حساسه قويه تكره اللي يصارخ بوجهها
عصبيه مزاجيه لكن صادقه متصالحه مع نفسها ..
ووصلنا القصر وسرعان ما فتحت أبوابه
ترحيب بي فانا أكون المالك الوحيد ..
واتوا الحراس للاطمنان على الأحوال ..
ودخلنا القصر وسط سكوت شروق ..
كنت اعرف انها ماتحب الانتباه رغم انها غنيه
وواضح عليها لكن ماتحب الرخاء والعز
هي تشوف ان هالاشياء تصنع ..
وماان وصلنا للبوابه الرئيسيه قلت : تفضلي على بيتك يابنتي ..
عقدت حواجبها واجابت : بابا علي تمزح ؟ كل هالخير لك مو ؟
طيب انا شكو ؟ ليه جبتني كان رحت الفندق احسن لي يالله ..
علي بكل حده : شروق! لاقلت كلمه تصير وأتمنى ماتعاندين ..
وادخلي لك عندي مفاجئه بتعجبك ..
فركت ايديها بتوتر وكانها خايفه وقالت : طيب يالله ..
دخلت بيت بابا علي وانا مصدومه من الفخامه لكن ..
اللي صدمني هو وجود اخوي بندر يستقبلني عند الباب ..
مااستوعبت كيف ووشلون ؟ بس ركضت لحضنه من الشوق ماحسيت بالوقت ..
بندر : ياهلا والله بحبيبه قلبي وعيني . هلا بشروق دنيتي
كيف حالك ياضي عيني ؟ ووين سعود وليه ماجاء معك ولا خايف مني ؟
ويابنت شوي شوي تراك بتكسرين رجلي الثانيه ثم ابتلش وضحك ..
شروق والدموع بدات تنزل وهي تقول : لاتخليني بندر شروقك مو بخير
بابا وسعود خدعوني بن بن ولا تجيب طاري سعود
استغرب لوهله بس فهم من نظره العم علي ان شروق فيها شي ..
واخذها معه ترتاح وتنام وراح يتكلم مع العم علي ..
بندر : والحين ياعم لازم نتكلم انت قايل لما تجي شروق راح تعلمني
بس شوفه عينك هذا اللي صار وايش اللي صار لها ؟
وايش علاقتك فيها ياعم ؟
علي: افا ياولدي وراك قلبت محقق وتكلم مع ابوك عدل ..
ضحك بندر وهو يقول : يبه انت ماصرت تضحك ..
ادري الحقيقه سببت لك تشتت وادري انك فرحان بوجود شروق
برغم انها اختي ومسجله باسم اللئيم عبدالله بس كيف عرفت انها بنتك؟
صراحه يبه انا مو فاهم شي وادري شروق راح تعاني بس لازم نصالحها
مع سعود هي تحبه بس تكابر وانت شايف هالشي ..
علي: ياولدي يابندر سالفه طويله وشرح كل اللي صار
وكيف شاف شروق وشاف سعود ومنذ اللحظه الأولى
عرف انها بنته بس ماحكى والسبب عيونها ..
تشبه امها كثير عيونها ملونه خضراء ..
كانه يشوف امها قدامه ..
ياولدي انا عايش وحيد بعد ما عبدالله خطف امك وذبحها ضرب
عشان تعترف بسالفه طويله بيني وبينه ..
ولما لحقت عليها كانت توصيني على شروق وعرفت الحقيقه وقتها ..
وماتت بعدها الله يرحمها ..
ومن بعدها سفرت اخوانك بندر وسلمى بس اللي ماقدرت
احميها شروق وياولدي هذا اللي صار خطف شروق
وسجلها باسمه وسكن بمدينه بعيده وغير اسمه عشان مالقاها ..
وبعد هالسنين الطوال هذا انا اشوف بنتي بس مو قادر اضمها او
اعوضها عن فقدانها لابوها الصدقي ..

عند شروق :
ماقدرت انام بسبب التفكير ..
بندر هنا وصوره ماما معلقه في جدار الغرفه ..
عمي علي كيف يعرف اهلي وهو قال بيبعدني عنهم ؟
والاسماء كيييف ؟؟
وقررت انزل وياليتني مانزلت ..
سمعت كل شي الا ان وصلوا هالجزء ..
وانا امشي بالبيت ..
تذكرت الجدران , الأشخاص وبدا يالمني راسي ..
تذكرت بابا المزيف عبدالله ..
تذكرت الميناء ..
السفن ..
الناس ...
البحر ...
ووصلت المجلس بصعوبه ..
وما ان وقفت سمعت التالي :
اسمع ياولدي يشهد الله هذا اللي صار ..
وانا متاكد عبدالله قال لشروق كلام ثاني ..
قبل 20 سنه ..
كنا بالتجارة انا وعبدالله ..
وانا كنت املك عده سفن على الميناء وباسعار خياليه ..
وقتها كان عندنا بضاعه وعبدالله مصر بانه ينقلها بالسفن ..
عشان الإجراءات الامنيه وانا كنت رافض ..
ولأنه تعود على القاء الأوامر تهاوشنا
وقال راح ادفعك الثمن ..
مالقيت له أي اهميه ياولدي بس كنت خايف على شروق ..
لانها الأصغر بينكم ...
وكنا ساكنين هالمنطقه الاجنبيه ..
لكن ماحسبت حساب ان عبدالله ممكن يغدر بي ..
هو من اول يعصب ويرضى الا هالمرة ..
غدر فيني وخلا البضاعه تنقل من السفن وبسبب البلاغ من احد
السكان تم حجز حركه مركباتي بسبب المحتوى ..
ولما دريت بالخبر انجنيت وكانت امك تتسوق مع شروق ..
وبسبب العصابه اللي كونها عبدالله حاوطوا المكان ..
وخذوا امك ( تدمع عيونه)
كانوا يبون يعرفون وين احط الأوراق الرسميه للاملاك في السفن ..
ومع التعذيب توفت امك الله يرحمها وهي توصيني على شروق ..
وقتها مالقيناها ضاعت شروق ..
من الخوف راحت تركض ومن الزحمه ركبت على احد السفن ..
ولان كانوا بياخذونها طاحت من السفينه ومن بعدها خبروني انها ماتت ..
لكن خويي محمود بعد فتره كان عند عبدالله عشانه طلبه في شغل
لان وقتها وقفت املاكي للتحقيق ..
وسمع عبدالله يوصي على البنت وكان ينكر ولان عبدالله اجبره
تحالف معه وخبرني انها راحت ..
طمع الفلوس ياولدي يسبب الكثير من المصائب ..
الله كان في عوني والله انتصر لي ..
بعد20 سنه ..
رجعت نفس المكان وانغلقت القضيه بانها مفقوده ..
وقضيت باقي عمري ابحث عن بنتي الغاليه ..
بس لما تهاوشنا انا ومحمود في المقهى وجت شروق ..
شفت سلسال امك على رقبتها وعرفت انها هي ..
بس خفت اضرها اذا علمتها الحقيقه ..
والحين الحمدلله ربي انصرني على عبدالله ياولدي ..
رجعوا لي اعيالي وعبدالله سمعت انه بالعنايه ..
بندر وهو يمسح دموعه ودموع ابوه : يبه انا هنا وباذن الله ماراح تتوجع
شروق بعد وراح اسعدها وماراح ترجع نفس المكان ..
معقول عشت كل هذا وانا كنت أقول انك مو داري عننا ؟
حضن ابوه بس انتبه للجسم اللي طاح ..
وبكل قوه قال : شرووووق

وبالاخير الخير راح يصير لك والشر راح يبعد عنك اذا استعنت بالله وبالصبر ..
وتركت الناس للناس ...

ماوعيت الا وانا بين ممرات المستشفى ..
انا وين ؟ سعود وين ؟؟ جيبولي سعود ..
وبعدها فقدت الوعي وماتذكرت شصار ..