الرجل المستقيم
الرجل المستقيم
كان لديه هوس بطولي جميل
بكل ما هو قائم الزوايا ، مستقيم ، ومربع الشكل
. كان يقضي نهاره مرتّباً اللوحات وقطع الأثاث
والسجادات والأبواب والسواتر الفاصلة داخل الغرف ،
لتصير حوافها على تناسق دقيق فيما بينها .
كانت حياته شقاء قاسياً وخُسراناً مرعباً .
يجري وراء أفراد العائلة والخدم يرتب بصبر ، أو بنفاد صبرِ
، كل ما يصادفه في حالة فوضى .
كان يفهم جيداً حكاية ذاك الذي قلع ضرساً سليماً من الجهة اليمنيٰ
لأنه اضطر، من قبل ، لقلع ضرسه المنخور في الجهة اليسرى .
عندما كان يحتضر ، راح يتوسّل الجميع بصوت واهن
أن يُسوّوا وضعيّة سريره ليكون متناسقاً مع الكومودينو ،
والخزانة واللوحات ،وحتى علب الدواء .
عندما مات ودفنوه ،
أودع حفار القبور تابوته القبر في وضعيّة منحرفة ،
ليبقى عليها هكذا إلى الأبد .
منقول

عسى يمينك ما تمسها النار غيداء
جزيل شكري وتقديري إدارتنا الكريمة
*^وما توفيقي إلا بالله
|