أخطائنا مصدر تعلمنا

ومن الخطا نتعلم لطالما رددت علينا هذه العبارة طيلة مشوارنا الدراسي وفي الحياة أيضا .من منا لم يتعرض للخطأ ومن منا من لم يخطأ . من منا لم يلذع من طعن وغدر البشر

من منا من لم يستوعب دروس مرت عليه

من منا لم يسهو ويغفل عن أبسط الأمور قد تمر عليه

من منا لم يندم على ساعات ضاعت منه هباء منثور

من منا من لم يفوت فرص كادت أن تكسبه ذهبا

من منا من قطع أو لم يقطع أشواطا من التعب والراحة في الحياة

وفجأة وقت استيقاظه وجد أن قطار العمر قد مر به وما عاد له أن يقوم بذاك الفعل أو العمل لأن سنه لا يناسبه

من منا من لم يحمل في جعبته الكثير من الذكريات المؤلمة تزور طيفه كل ما خلى بنفسه أو تعارضه مواقف شبيهة بها

من منا من لم يفقد حبيب أو صديق أو قريب وقد تجرع من فراقه أو رحيله كؤوس من الألم والعذاب

من منا من لم يقصر في حق ربه وتغافل عن أداء بعض الواجبات أو قد عصى ربه في هفوات كان الشيطان فيه أقوى

من منا من لم يشعر بلحظات ضعف وانكسار فتمنى الموت والفراق

من منا من لم يجعل هاتفه صامتا او خارج مجال التغطية في لحظة لا يريد ان يكلم فيه أحدا .
من منا من لم تسوقه الأقدار ان يختلي بنفسه امام البحر او عند الشرفة في مغيب الليل يحدث النجوم والقمر ويرفع يداه الى الله سائلا أن يجبر بقلبه وروحه .
تضيق بنا الأزمنة ويضيق بنا المكان وتضيق أرواحنا حتى بحثا عن صديق أو قطعة من أرواحنا نبث ونشكو لها أحزاننا قد نجد وقد لا نجد .
في طريقنا الى الحياة نتعثر بالكثير من المطبات البعض من يقع ويستسلم والبعض الآخر من يقع وينهض مجابها ومكافحا والبعض من يتعثر فيحتاط ويواصل والبعض من ينجو كالنخلة الصامدة لا تهزه ريح ولا حتى طوفان .
فروق فردية في الحياة البعض يتعلم بسرعة بديهي لا يحتاج ان تعيد له المعلومات اكثر من مرة والبعض يحتاج الى محاكاة والتدقيق في الفهم حتى يتعلم والبعض الآخر يحتاج الى التلقين والمتابعة حتى يتعلم ويستوعب .
هي هكذا الحياة دروس ومحطات وليست حلب مصارعة البقاء فيها للأقوى ولكنها سلم ذو درجات كثيرة وعالية عند كل عشرة ادراج مقعد من اعياه الصعود يتوقف ليرتاح ثم يواصل والبعض من طاقته تستحمل الصعود دون توقف والبعض من يحاول بناء مصعد للوصول الى القمة حتى لا يتعب ولكنه قد يصل قبل الوقت فيضطر للانتظار وقد يصل عند الوقت ولكن حين العودة قد يجد المصعد معطلا فيضطر للنزول بقدميه .
هكذا ثمرة النجاح لا بد من تذوق الألم حتى تنعم باللذة . والعكس صحيح وثق جيداا ان دوام الحل من المحال فلا لذة بدون ألم ولا الم الا صحبته لذة في الأخير .








حصري وبقلمي

أميرة القلوب