(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩

الملاحظات

۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ غيمَة الرُوح فِي رِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ".

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-20-2019
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
 
 عضويتي » 479
 اشراقتي ♡ » Feb 2018
 كُـنتَ هُـنا » 09-10-2019 (12:18 PM)
آبدآعاتي » 10,994
 تقييمآتي » 38364
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب 😄
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
Esh M رمضان وفرصة التغيير



رمضان وفرصة التغيير

إن التغييرَ قضيةٌ بعيدةُ الغَوْر، واسعةُ الأفق، ولكنها تبدأ من الإنسان نفسه؛ يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، ومعنى هذه الآية -كما قال ابن سعدي رحمه الله-: أن الله لا يغير ما بقومٍ من النعمة والإحسان، ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله –تعالى- إلى البطر بها، فيسلبهم الله إياها عند ذلك.

ورمضان فرصةٌ مواتية للتغيير، إذْ هبَّت نفحاتُ هذا الشهر الكريم على قلوبنا كالنسائم الباردة فأنعشتها، لتعلن سرعة التغيير الواقع في منظومة الحياة، ففي كل المظاهر التعبدية والاجتماعية والوظيفية، نجد كُلَّ شيء وقد تغيرَ من أجل رمضان، ولكن السؤال الأهم: هل رياحُ التغيير التي أحدثها هذا الضيفُ الكريم في حياتنا اكتسحت ما بدواخلنا لإحداث نقلةٍ رُوحية وجسدية تمكننا من التقدم في ركب القوم؟

إذا كان شهرُ رمضان أحدثَ في هذا الكون الشامخ تغييراً ملموساً لا ينكره أحد، إذ فتّحت أبوابُ الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفِّد الأعداء الألداء الشياطين، وينزل الملائكة الكرام مشاركين في سيدة الليالي ليلةِ القدر يملؤون الأرض، كل هذا على غير عادةٍ في غير رمضان، حصلت هذه التغييرات الكونية في سيد الشهور، أفلا تتغيرُ حياتُنا المريرة وأوضاعنا المأسوية في شهر ٍمُنح من الخصائص ما يعجز عن تدوينه المدادُ؟

إن كثيراً من الناس يشعرون بألم المعصية، ويحسون بمرارة الضياع والبعد عن الله تعالى، ولكنهم لا يتخذون القرار الحازم في جعل آلة التغيير تُدير حياتهم، تجد أحدَهم يُسوّف بالتوبة، وآخرَ ينتظر مناسبةً قادمة، وثالثًا يرقب وظيفةً، ورابعًا يتعذر بأعذار واهية، وهكذا، حتى لربما هجم على أحدهم هاذمُ اللذات (الموت)، وهو لا يزال في تقصيره وإعراضه عن ربه، فيندم حين لا ينفع الندم أو التصحيح، مع أن الفرص كانت تلوح أمامه لإخضاع نفسه، والتغيير الإيجابي كان في إمكانه، ولكن الإرادة الفولاذية، والعزيمة القوية، والخطوة التالية، لم يتمكن منها ولم تتمكن منه، مع أن القرار الشجاع الذي فيه سعادتُه وحياته كان بيده، إنه قرار البداية الذي من عنده لا من عند غيره.

أخي الكريم، أختي الكريمة
انظر إلى قصة من قتل مئة نفس، كيف وفقه الله تعالى إلى طريق التوبة، حينما بدأ يسأل، ويُلح في السؤال، ويبحث عن مخرج مما هو فيه، حينها هيأ الله له الخلاص ورزقه توبةً في آخر حياته. إن الله -جلّ وعلا- لم يكتب القرب من أحد إلا بسعيٍ منه وإقبال، ألا ترى أنه قال في الحديث القدسي: "من تقرّب إلى شبراً تقرّبت إليه ذراعاً، ومن تقرّب إلى ذراعاً تقرّبت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " [متفق عليه].

أصلِح نفسَك، وهذِّبْها، وغيِّر من عاداتها القبيحة إلى عاداتٍ حسنة؛ فالمسلمُ الحق هو الذي يحققُ أقصى درجات الاستغلال لهذا الشهر العظيم، ليغيِّر ما بنفسه حتى يغيّر الله ما به، فإن غاية الصيام معالجةُ النفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادةَ الصارمة، والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

أصلِح قلبَك، وغيّره، وطلِّق ما به من أمراض إلى الأبد خلال هذا الشهر، ففي رمضان تسلم القلوبُ من وَحَرها وحسدها وحقدها وغشها وخيانتها، وتسلم من الشحناء والبغضاء، ومن التهاجر والتقاطع، لتعود إلى فطرتها الحقيقة؛ قال عليه الصلاة والسلام: (صومُ شهر الصبر وثلاثةِ أيام من كل شهر يُذهبن وَحَرَ الصدر) [أخرجه البزار وصححه الألباني]، وسلامة القلب بها النجاة في الدنيا والآخرة.

أصلِح لسانَك، وطهّره، فهو أخطر جوارح الإنسان، صغيرٌ جِرْمُه، عظيمٌ جُرْمه، فبالصيام يسلم اللسانُ من قول الزور، ويسلم من العمل به، ويسلم من اللغو، ويسلم من اللعن، ومن الباطل، ومن الكذب، ومن الغيبة والنميمة وغيرها، قال رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام-: (من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه) [أخرجه البخاري]، ويقول: (ليس الصيامُ من الأكل والشراب، إنما الصيامُ من اللغو والرفث؛ فإن سابك أحد أو جهل عليك فقُل: إني صائم إني صائم) [أخرجه الحاكم وصححه الألباني]، وهكذا بقية الجوارح، وبقية الأعمال، تصلُح وتتغير نحو الأفضل لمن صدق مع خالقه، فيصدقه فيما يعمل.

أخي الكريم، أختي الكريمة
إن من لم ينصلحْ حالُه في رمضان، وتتغيرْ أوضاعُه، فقولوا لي بالله عليكم، متى ينصلحُ حالُه، وتتغير أوضاعُه، وعموماً إن كانت الفرصةُ قد فاتت غيرنا، ولم يتمكنوا من التغيير، بسبب موتٍ أو عارضٍ ما، فالفرصةُ سانحة أمامنا، والمجال لا يحتاج منا إلى تأخير، ولكن أين من يملك الشجاعةَ الكافية على امتلاك آلية التغيير التي يمنحها لنا رمضان.. يا صائم رمضان؟



 توقيع : نسر الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التغيير, رمضان, وفرصة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع