(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ✦ القِسـم العَــام ✦ > ✦ هدِير الوَرق العَام ✦

✦ هدِير الوَرق العَام ✦ عصَارة فِكر وطَرح حُر لشتّى المواضِيع العامَة .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-09-2019
نسر الشام غير متواجد حالياً
Syria     Male
 
 عضويتي » 479
 اشراقتي ♡ » Feb 2018
 كُـنتَ هُـنا » 09-10-2019 (12:18 PM)
آبدآعاتي » 10,994
 تقييمآتي » 38364
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » أعزب 😄
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
Esh M أفسدك قومك!



أفسدك قومك!


أيها المجرمُ الفاتك الذي يسلُب الخزائنَ نفائسَها، والأجسام أرواحَها، لستُ أحمل عليك من العَتْبِ فوق ما يحتمله ذنبُك، ولا أنظر إليك بالعين التي نظَر بها إليك القاضي الذي قسا في حُكمه عليك؛ لأني أعتقد أن لك شُركاءَ في جريمتك، فلا بد لي من أن أُنصِفَك وإن كنت لا أستطيعُ أن أنفَعَك.

شريكُك في الجريمة أبوك؛ لأنه لم يتعهَّدْك بالتربية في صِغَرك، ولم يحُلْ بينك وبين مخالطة المجرمين، بل كثيرًا ما كان يُبَخْبِخُ[1] لك إذا رآك هجَمتَ على تِربِك وضربتَه، ويصفِّق لك إذا رأى أنك تمكَّنت من اختلاس درهم من جَيب أخيك، أو اختطاف لقمة من يدِه؛ فهو الذي غرَس الجريمة في نفسِك، وتعهَّدها بالسُّقيا حتى أينَعَتْ ونَمَتْ وأثمرت لك هذا الحبلَ الذي أنت معلَّق به اليوم، وها هو ذا الآنَ يذرِفُ عليك العَبرات، ويصعد الزَّفراتِ، ولو عرف أنها جريمتُه، وأنها غرسُ يمينه، لضحك مسرورًا بغفلة الشرائعِ عنه، وسجَد لله شكرًا على أن لم يكُنْ حبلُك في عنقِه، وجامعتُك[2] في يده.

شريكُك في الجريمة هذا المجتمعُ الإنساني الفاسد الذي أغراك بها، ومهَّد لك السبيلَ إليها؛ فقد كان يسميك شجاعًا إذا قتَلْتَ، وذكيًّا فطِنًا إذا سرقتَ، وعالِمًا إذا احتَلْتَ، وعاقلاً إذا خدَعْتَ، وكان يهابُك هيبتَه للفاتحين، ويُجلُّك إجلالَه للفاضلين، وكثيرًا ما كنت تُحبُّ أن ترى وجهَك في مرآته، فتراه وجهًا أبيضَ ناصعًا، فتتمنى لو دام لك هذا الجمال، ولو أنه كان يؤثرُ نصحَك ويصدُقُك الحديث عن نفسِك، لَمثَّل لك جريمتَك في نظرك بصورتِها الشوهاء، وهنالك ربما وددتَ بجدعِ الأنفِ لو طواك بطنُ الأرض عنها، وحالت المنيَّةُ بينك وبينها.

شريكُك في الجريمة حكومتُك؛ لأنها كانت تعلَمُ أن الجريمة هي الحلقة الأخيرة من سلسلةٍ كثيرة الحلقات، وكانت تراك تُمسِك بها حلقةً حلقة، وتعلم ما سينتهي إليه أمرُك، فلا تضرب على يدِك، ولا تعترض دون سبيلِك، ولو أنها فعَلَتْ لما اجتَرَمْتَ، ولا وصلتَ إلى ما إليه وصلتَ.

كانت حكومتُك تستطيع أن تُعلِّمَك وتهذِّبَ نفسك، وأن تُقفِل بين يديك أبوابَ الحانات، وأن تحُول بينك وبين مخالطة الأشرارِ؛ بإبعادِهم عنك، وتشريدهم في مجاهلِ الأرض ومخارِمها، وأن تُعدِيك[3] على قتيلِك قبل أن يبلغَ حقدُك عليه مبلغَه من نفسك، وأن تُحسِن تأديبَك في الصغيرة قبل أن تصلَ إلى الكبيرة، ولكنها أغفَلتْ أمرَك، فنامت عنك نومًا طويلاً، حتى إذا فعلتَ فَعلتَك، استيقظتْ على صوت صراخِ المقتول، وشمَّرت عن ساعدِها؛ لتمثِّلَ منظرًا من مناظر الشجاعة الكاذبة، فاستصرخَتْ جندَها، واستنصرت أسلحتَها، وأعدَّتْ جذعَها وجلاَّدَها، وكان ما فعلتْ أنها أعدمَتْك حياتَك.

هؤلاء شركاؤك في الجريمة، وأُقسم لو كنتُ قاضيًا، لأعطيتُك من العقوبة على قدرِ سهمِك في الجريمة، وجعلتُ تلك الجذوعَ قسمةً بينك وبين شركائك، ولكنني لا أستطيعُ أن أنفَعَك، فيا أيها القتيلُ المظلوم، رحمةُ اللهِ عليك.



 توقيع : نسر الشام






رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أفسدك, قومك!

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة وفي الآخرة البرنس مديح آل قطب ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 24 منذ 3 أسابيع 10:25 PM
شرح حديث عائشة: "لقد لقيت من قومك" Şøķåŕą ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 30 05-01-2025 12:39 AM
احسن قولك نور القمر ♬ دِيوانيـة الشِّعـر ♬ 20 09-30-2023 05:36 PM


الساعة الآن 02:09 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع