بعض الناس لا يتكلم كثيرا و لا تكاد تسمع صوته في المجالس والتجمعات بل لو راقبته لرأيته لا يتحرك منه إلا رأسه و عيناه و قد يتحرك فمه أحيانا و لكن بالتبسم ... لا بالكلام ! و مع ذلك يحبه الناس و يأنسون بمجالسته* كما أن من أبرز سمات العظماء وأصحاب* النفوذ والتأثير في المجتمعات هي الاستماع* والإصغاء إلى كلام الآخرين. فليس كثرة الكلام دليلاً على قوة الشخصية* ولا قوة التأثير بل ربما ينتهي كثرة الكلام إلى ما لا يحمد عقباه من النتائج . فإذا زاد الكلام عن حدّه ابتلي بالتكرار* وتوضيح الواضحات التي هي من مستهجنات البلاغة من أهم الأدوات الرئيسية للوصول إلى قلوب الآخرين* والتفاهم المثمر معهم ! الاستماع إلى الناس فن و مهارة* بعض الناس ينسى أن الله قد جعل للإنسان لسانا* واحدا وأذنين ... ! ليستمع أكثر مما يتكلم فعود نفسك على الإنصات* لكلام الآخرين وحتى لو كان لك على الكلام ملاحظة فلا تتعجل* قال بعض الحكماء : " إذا جالست الجهال فأنصت لهم ... وإذا جالست العلماء فأنصت لهم ..* فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم ! * إذن لتكن مستمعا ماهرا أنصت ! هز رأسك متابعا ؛ تفاعل بتعابير وجهك* وانظر إلى أثر ذلك فيمن يتكلم معك .. سواء كان كبيرا أو صغيرا ! براعتنا في الاستماع إلى الآخرين* تجعلهم بارعين في محبتنا و الاستئناس بنا