يا لِهذا العزف الفاتن الذي خطَّه قلبك قبل أن تكتبه
أناملك،
وكأن الحروف قد وُلدت من وهج العشق ذاته،
تهمس في المساء للروح أن تهدأ تحت ظلال
هذا الحب النقي.
كم راق لي ذاك اللقاء الذي جمع بين قلبين تشبثا بالحلم
حتى صار يقينًا، وكأن الأشواق بينكما تراقصت فوق أطراف
الزمن، تنثر عطراً لا يشبه سواه، عطر الحنين حين يلتقي
بالشغف في حضرة من نحب
وقد كان جميلاً كيف رسمت ملامح الإشتياق بنظرات تُغني
عن ألف كلمة، وكيف جعلتما من القبلات لغة لا تحتاج
لترجمة، فصار البوح سُكرًا
يفيض من كأسيكما، يلامس
الروح قبل الجسد.
وما أبهى تلك الهمسة التي تلفظ بها قلبك: "حبكِ كأسي...
وعشقكِ خمرتي"، فيها من
الصدق ما يُذهل، ومن العمق
ما يُغرق، وكأنك لا تعترف
سوى بسُلطانها على مرافئك، فتترك لها شراعك لتمضي بك
حيث لا نهاية للهوى ولا بداية للارتواء.
وفي كل سطر من سطورك، تسكن أنفاس عاشق يحترف
السُكنى في التفاصيل الصغيرة: في النبضة الأولى،
في رعشة اللقاء، في وعد
العيون، في أول قطرة من شفتين تعاهدتا على أن تكونا
ملجأ الوله الأبدي.
فلتبقى تلك الذكريات وشمًا على أيديكم، لا يمحوه زمن
ولا يعبث به غياب.
وليبقى حرفك شاهداً على
قصة عشق، تُحاكى بها
الأرواح الساكنة في عالم لا
يعرف الحب إلا بهذا الصفاء.
دمت بهذا النبض، ودام عشقك وطناً دافئاً يحتضن
قلبين بلون الياسمين