وحدي... يلازمني صمت الليالي
بلا أرقٍ يؤانسني،
كأن الليل يحرسني لا لينام، بل لأتذكّر.
أفتش عن صورٍ مهترئة
تاهت في طريق الإياب،
أستعير لها من الأوصاف
ما يهدي قلمي إلى الذكرى،
ويسجّل مكاني
على خريطةٍ أخبئها في دنان الزمن،
وأواريها في أزقة الحي الشعبي القديم،
بين أطيافها وذكرياتي،
لا ترسم المدن، بل تعرّجات الذاكرة...
خريطة كل منعطفٍ فيها وجعٌ مؤجل،
وكل إشارةٍ مفقودة تنهيدةٌ لم تُكتب.
يضوع عبيرها مثل زهرة البنفسج من غير عطر،
وتزخر كالبحور بلا عُباب،
وتزهو بالرياض بلا زهور،
وتزهو بالثمار بلا لُباب.
هناك حيث لا تذبل الورود في الحي العتيق —
فوق جدارٍ طينيٍّ مهمل،
تسللت الحقيقةُ كوميض اعترافٍ
في عيونٍ تضيء... ولا تسأل.
مكثتُ أحدق في مرآةِ أيامي،
كفّت عن تقليد الصور،
وتفرغت لتبعثرني
ثم تعيد ترتيبي بترتيبٍ لا يُشبهني.
رأيتني كما لم أكن،
كنت اسمي حين كان لي اسم،
ثم فقدته...
في زحام الحلم،
وفي اكتظاظ التجربة.
كان داخلي أكثر من ظل،
وأقل من يقين،
أتنفس من خياشيم الخوف
وأكتبني بنبضٍ يتلعثم،
كلما حاول تصديق نفسه... خاف من صدى صوته.
على جدارٍ هزيلٍ من الغياب،
تتدلّى ذكرياتٌ بلا أسماء،
قصائدُ نسيتْ أين وضعت نهاياتها،
وصورٌ تطل من نوافذ الحي القديم —
كأنها تسألني:
من الذي أضاع نفسه فيك؟
أمدّ يدي نحو القلم،
تتوارى الكلمات،
فأتتبع رطوبتها،
أطويها كندى
وأحررها كنسيم،
فتدمع تحت لمسي
كقطرات فجرٍ
تخشى الضوء، لكنها لا تقاومه...
هل كنتُ أنا؟
أم كان ظلّي يقرأني نيابةً عني؟
وهل كانت المرآة مرآة أيامي،
أم نافذةً أطل منها على غيابٍ كنته؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الحي الشعبي القديم
من ضمن ديوان "ثنائيات_الضوء_والظلام "
بقلم: محمد آل هاشم
تأريخ ميلاد النص: 29 / يونيو
22 أعضاء قالوا شكراً لـ كنت أحلم على المشاركة المفيدة:
(منذ 23 ساعات), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ 19 ساعات), (منذ 23 ساعات), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى), (منذ 22 ساعات), (منذ يوم مضى), (منذ 20 ساعات), (منذ 23 ساعات), (منذ 23 ساعات), (منذ يوم مضى), (منذ يوم مضى)