رسالة من زمن الورد
على حافة نافذةٍ عتيقة
وضوء الشتاء يتسلّل خجولًا
جلستُ أراقب ملامحها المنسوجة بالحبر
تلك التي خرجت من قلبي قبل يدي
ووقفت على الورق كأنها أنثى من حلمٍ بعيد
تُمسك بفستانها بخفة
كمن تخاف أن توقظ الذكرى إن تحركت كثيرًا
كم من مرة كتبتُ إليها ولم يصلها حرفٌ واحد!!
لكنها عادت إليّ بهذا الشكل الساحر
كأن الحنين قد رسمها لي ليعتذر عن الفُقد
ويقول لي هي لا تزال هنا
بين طيّات الورق وفي ظلّ الذاكرة
كلّ سطرٍ كتبتُه كان نبضة من قلبي القديم
وكل انحناءة من خصرها
هي أسرار لم أبح بها إلا للورق
آه يا سيدة الورق
كم تمنّيتُ أن تكوني حقيقية
أو أن أكون أنا جزءًا من هذه الرسمة
لنرقص معًا في هامش الزمن
حيث لا شيء يفنى… سوى الحبر