سافرتُ إلى ديارٍ لا حدود فيها للألم
حيث لا يحملني سوى جناح الحنين
أراقب نجوم الغيم
وهي ترسم وجهك بين الضباب
وأهمس للرياح عن سرّ هروبي
فمنذ افتقدتك صار الليلُ وطنًا للغربة
وكل لقاء احتمالٌ وجع لا يحتمل
وكل مساءٍ يرصد خطايَ
بين خوف اللقاء ولهيب الانتظار
أنا المسافر في صمت الغيم
ألملم أشواقي من قطرات المطر
وأكتب اسمك على نافذة كل صباح يغيب فيه الأمل
كأنني أعيش على أطراف حلم مؤجل
أتأرجح بين خيبة الأمس و رجاء الغد
في ديار السحاب
لا صوت سوى صوت قلبي يناديني بصوتك
وأدرك أن الهروب ليس خلاصًا
بل هو رحلة جديدة لِمعانقة ذكرى
اتخذت من الفراق سريرًا
ومن الشوق غطاءً لا يدفئ
وهكذا أظل أركض بين الغيماة
أبحث عن بعض ضوء يشبه ابتسامتك
أو ينبت ربيعًا في قلبي المتعب
لعلّ المسافات تُشفي
أو على الأقل تعلم القلب نسيان سهر الغياب…