هل ترك المولود يبكي لمدة طويلة يكون مفيداً لصحته ونموه؟
بمجرد أن تضع الأم مولودها، تتوالى النصائح على أذنيها من الجدات والأمهات السابقات، اللواتي خضن تجربة الأمومة مرات عديدة قبلها، ومن بينها ما يرتبط ببكاء المولود، وبأن الأم التي لا تزال في مرحلة النفاس وهي بحاجة إلى الراحة، فيجب عليها أن تترك المولود لكي يبكي وحيداً من دون أن تهرع إليه بسرعة وتحمله، كما أنهن يرين أن هناك فوائد لبكاء المولود المتواصل، وهذه مجرد معتقدات خاطئة.
من الخطأ أن تترك الأم مولودها يبكي لفترة طويلة، حيث إن أمعاءه لن تتسع، ولن تكبر أكثر، ولن يتسع قفصه الصدري كما يعتقدن، بل على العكس؛ فهناك أضرار تحدث للمولود بسبب البكاء المتواصل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة ورعاية الخدج الدكتور ماجد عبد العزيز، حيث أشار إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة: هل ترك المولود يبكي لمدة طويلة يكون مفيداً لصحته ونموه؟ ومتى يجب أن تتركيه يبكي قليلاً؟ في الآتي:
أضرار ترك المولود يبكي لفترة طويلة
مولود يبكي
اعلمي بأن كثرة بكاء الطفل وتواصل وتيرة البكاء، بحيث يشد الطفل على ساقيه وذراعيه ويحتقن وجهه، يؤدي إلى زيادة مستوى هرمون التوتر في جسمه، ويصبح الطفل عصبياً على الدوام، ومن السهل استثارته، ويوصف بأنه طفل نكدي؛ لأن الأم لم تحتوِ بكاءه منذ البداية.
توقعي أن يصاب مولودك، بسبب بكائه المتواصل، بزيادة في سرعة ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، وبالتالي حدوث تناقص في نسبة الأكسجين في الدم، وقد يحدث لديه بعض المضاعفات الخطيرة المرتبطة بعضلة القلب، خصوصاً إذا كان الطفل يعاني من عيب خلقي في القلب؛ مثل ثقوب القلب وعيوب الصمامات.
لاحظي أن مولودك سوف يصاب بارتفاع في درجة حرارة جسمه، وسوف يتقيأ، وتصبح هذه ظاهره لديه، كما أن بعض المواليد الذين يعانون من ضعف خلقي في عضلات البطن؛ قد يصابون بما يعرف بالفتق السري؛ وذلك بسبب طول فترة البكاء، وبالتالي يوصي الأطباء بضرورة الحدّ من بكاء الطفل كواحدة من طرق علاج الفتق السري عند الرضع، كما أن كثرة البكاء عموماً، وضمن أضرارها الصحية، تؤدي إلى عدم تطور الجهاز المناعي عند الطفل طبيعياً، مما يتسبب في زيادة معدل إصابته بالأمراض.
اعلمي بأن كثرة البكاء عند الطفل وتركه يبكي لفترات زمنية طويلة؛ يتسبب في إفراز ما يعرف بهرمون الإجهاد بمعدلات زائدة، مما ينجم عن ذلك حدوث تلف في بعض الخلايا الدماغية عند طفلك، كما يكون الطفل أكثر تعرضاً للإصابة بفرط النشاط ونقص الانتباه عندما يكبر.
توقعي أن يصاب مولودك -عند تركه يبكي لفترات طويلة من دون أن تقوم الأم بحمله وتهدئته واحتضانه ليشعر بالحب والحنان- بانعدام الثقة، سواء تجاهك كأم، أو تجاه من حوله، وقد يؤدي هذا السلوك إلى اضطرابات نفسية وسلوكية لاحقاً، بالإضافة إلى مشاكل في النوم؛ مثل "الفزع الليلي".
البكاء البنفسجي الطبيعي عند المولود
أم تداعب طفلها
اعلمي بأن مصطلح "البكاء البنفسجي" هو المصطلح العلمي الذي توصل إليه واختاره طبيب الأطفال "رونالد بار"، وهي فترة بكاء طبيعية عند كل المواليد الجدد، وتشير إلى أن المولود يمرّ بحالة طبيعية من النمو، حيث إن عدم بكاء الطفل بهذه الطريقة يجب أن يثير خوف وقلق الأم، ويبدأ البكاء البنفسجي عنده، والمعروف علمياً باسم "purple crying"، منذ لحظة الولادة التي تؤكد مرحلة نمو طبيعي، وتحدث عادة وتستمر حتى عمر ثلاثة أشهر من عمر الرضيع، وهناك بعض المواليد الذين يبدأ معهم نمط البكاء البنفسجي في عمر أسبوعين مثلاً، وقد أطلق على هذا البكاء اسم "البكاء البنفسجي" أو "الأرجواني"؛ لأن وجه المولود عند البكاء يتحول إلى أحد هذين اللونين.
لاحظي أن كل حرف من مسمى ومصطلح "البكاء البنفسجي" يشير إلى معلومة مهمة حول هذا النوع من البكاء المكتشف، وغالباً ما يستخدم هذا المصطلح الطبي لوصف خصائص وأعراض ستة مشتركة تحدث معه، فمثلاً حرف الـP يشير إلى وصول الرضيع الصغير إلى مرحلة ذروة البكاء، أو ما يعرف علمياً بـ "peak of crying".
اعلمي بأن حرف الـU يشير إلى أن بكاء المولود الصغير بهذه الطريقة هو بكاء غير متوقع ومفاجئ، وهو اختصار لمصطلح "unxpected"، فيما يشير حرف الـ R إلى رفض الصغير لكل طرق ووسائل التهدئة وهو اختصار لمصطلح " resist soothing"، ويشير حرف الـ P الثاني من حروف الكلمة إلى كلمة "pain"؛ أي الاحساس بالألم، فيما يشير حرف الـ "L" إلى حالة من استمرار وتواصل البكاء لفترة طويلة تمتد إلى ساعات على شكل نوبات وهي اختصار لكلمة " long lasting"، أما الحرف الأخير في هذه الكلمة وهو حرف الـ E؛ فهو يشير إلى فترة المساء تحديداً "evening"، حيث ينتشر وقت حدوث ما يعرف بالبكاء البنفسجي في ذلك الوقت غالباً عند الرضع، وحسب الدراسات والإحصائيات التي أجريت على المواليد الجدد.
طرق التعامل مع بكاء المولود أثناء نومه
مولود نائم
انتظري قليلاً قبل أن تهرعي إلى حمل الصغير حين يبكي ليلاً، وتعدّ هذه الحالة طبيعية، وسوف تلاحظين أن مولودك يبكي ثم يعاود النوم سريعاً؛ في حال لم تقومي بحمله بسرعة، حيث إن المولود ينام على شكل ما يعرف بدورات النوم المتقطعة؛ أي أنه ينام لمدة طويلة مثلاً، ثم يستيقظ فجأة لمدة دقيقة أو لعدة دقائق، ويبكي بصوت منخفض وكأنه يحلم، وليس بصوت مرتفع، ثم يعاود النوم من تلقاء نفسه من دون تدخل الأم وقيامها بخطوة التنويم المرهقة للمرة الثانية. ولكن في حال تدخل الأم، لكي يعاود طفلها النوم ثانية، كما تتعارف بعض الأمهات على مصطلح "أن تردي عليه نومته"، فالرضيع سوف يتعود على تدخل الأم، وسوف يستيقظ كل نصف ساعة تقريباً، أو ربما أقل، ويظل مستمراً في البكاء؛ لكي تهرع الأم لمساعدته في معاودة النوم مرة ثانية.
اعلمي بأن ترك الرضيع ومنذ صغره على عادة معاودة النوم وحده؛ يعني أن طفلك سوف يتعود على الشعور بالاستقلالية منذ صغره، حيث إن الرضيع سوف يتعلم كيف ينظم مشاعره ويتمالك نفسه؛ لكي يعود إلى النوم من دون مساعدتك، وهذه خطوة تربوية، إضافة إلى أنها تندرج كأسلوب تربوي وصحي أيضاً ضمن طرق رعاية الرضع؛ من أجل تحسين نمط نومهم، وكذلك الوصول إلى فوائد النوم، ومنها تعزيز أداء هرمون النمو الذي ينشط ليلاً، وتحقيق زيادة طبيعية متوازنة في وزن الرضيع
|