أعظم الخلق انتفاعًا بالقرآن الكريم هو من تعلم مقاصد تنزيله على رسول الله ï·؛؛ فتدبر الآيات على ضوء تلك المقاصد وصار القرآن له مرجعًا في كل أمره.
وإننا اليوم نخوض معارك شديدة مع الباطل على مختلف الجبهات، من اليهود والنصارى والمنافقين، بل ومع الكفار الملحدين وغيرهم من أهل الضلال.
وإن كانت معركة السيف محتدمة فإن معركة الحجة والبرهان أشد احتدامًا!
إلا أن المؤمن الذي اتخذ القرآن مرجعًا لا تزعزعه تلك المعارك لأنه بالقرآن علم أن تدافع الحق والباطل سنةٌ إلهية ماضية، وأن هذا التدافع لا يضر الحق شيئًا لأنه يعلو ولا يُعلى عليه وأن العاقبة لأتباعه وأهله.
â“فإن كان التدافع لا بد كائن، فبماذا ندفع الباطل وبماذا نجاهد؟!
يقول ربنا سبحانه: ï´؟فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًاï´¾
قال الطبري: "ولكن جاهدهم بهذا القرآن جهادًا كبيرًا، حتى ينقادوا للإقرار بما فيه من فرائض الله، ويَدِينوا به، ويُذعنوا للعمل بجميعه، طوعًا وكَرهًا"
فالمدافع عن الحق اليوم الذي يريد دفع الباطل وجهاده، لا بد أن يكون دفاعه بالوحي لا بغيره، فإن به وحده يُدحض الباطل، ولا يمكن لمجاهد أن يجاهد بالوحي إلا بعد العلم به والإذعان له وتدبره والاعتزاز به!