حين يلتقي السر بالعبث

في زوايا الليل،
حيث يلتقي السر بالعبث،
كانت أناملي تُسافر
على حافة ما بيننا،
بين
الفوضى والكمال،
بين الحروف الساكنة،
بين حبات العطر
التي تفتت تحت الأنفاس.
هل تذكر؟
أم أن الذاكرة عادت مُعتمة
كما لو كان القمر قد قرر
ذات ليلة أن يبتعد عن دربه؟

كنتَ هناك،
بين دخان القصائد،
وقد سقطتَ بين
أيدي الأحلام القديمة،
وفي فمك كلمات
تتساقط كأوراق الخريف

بينما أن اهناك،
أُراقبك من زجاج الوقت،

كما لو كنتُ بعيدة،
لكنني أكثر قربًا منك.
كنتَ تشرب مني
، حتى اندثر الطيف.


ألا ترى كيف أن الحنين
قد أصبح كيانًا لا يموت؟

كيف اختلطت الصور
في مرآةٍ مهشمة؟

تعبتُ من انتظاري لغدٍ لا أعرفه،
ومتى كان الأفق يتسع لقلبي،
وقد سَكن في أعمق نقطة منك،
وفي غفلة، تركتني وحدي أمام الانكسار.

هل كنتُ أطلب منك شيئًا أكثر من الظلال؟

أعترف، كان التواطؤ بين قلبي وعينيك،
حيث تغمس أصابعي في جروح الأيام،

لكن ماذا تبقى بعد الوداع الذي لم نلفظ به؟

أنا التي كنتُ أخيط الليل بذكرك،

أما الآن،

فأنا أبحث عن صوتٍ في الصمت.

لك وحدك أن تفهم، أو ربما لا تفهم،
كيف أن الزمان يزرع
بيننا مسافاتٍ غريبة،
تراها طويلة بينما
هي في الحقيقة هشة،
كما لو كانت بقايا حلم
على حافة الذاكرة.
هل رأيتني، عندما
أصبحتُ صدىً في فراغ،

مُدخلةً نفسي في كل ثقبٍ قد تركته وراءك؟


أترى كيف أن الشوق لا يُشبع إلا بالخذلان؟
وكيف أنني أدير وجهي عنك،
لكنني أراك في كل انعكاس؟
هل كان هذا هو الوعد الذي حملته الرياح؟
أن أظل أبحث عنك بين هذه الحروف المشوهة،
وأنت،
تبقى كل شيء، بينما لا تكون شيئًا





ميـسـاء