تقع زنجبار -وعاصمتها مدينة زنجبار- في المحيط الهندي، على بعد 35 كلم قبالة ساحل شرق وسط أفريقيا. انضمت -مع جزيرة بيمبا وجزر أخرى أصغر سنة 1964- إلى تنزانيا، وتقدر مساحتها بـ2461 كيلومترا مربعا، وتعد ثاني أكبر جزيرة في أفريقيا بعد مدغشقر.
موقعها الإستراتيجي جعلها عرضة للاحتلال وهدفا لعدد من الدول الاستعمارية للهيمنة على حركة النقل في الساحل الشرقي لأفريقيا، حيث شكلت مركز تجاريا إستراتيجيا على مدى أكثر من ألف عام.
المناخ
يغلب على مناخ الجزيرة الطابع الاستوائي والرطوبة، إذ تنخفض درجات الحرارة في فصل الصيف لتعرضها لنسائم البحر القوية المرتبطة بالرياح الموسمية الشمالية الشرقية، وخاصة في السواحل الشمالية والشرقية من الجزيرة.
ويغلب الدفء على أجزاء الجزيرة القريبة من خط الاستواء معظم شهور السنة، وتتميز شهور مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار بهطول كثيف للأمطار مصحوب برياح موسمية جنوبية غربية. وتهطل الأمطار بشكل خفيف بين شهري أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول.
ساعد هذا المناخ في توفير غطاء نباتي متنوع، تغلب عليه أشجار جوز الهند ونباتات أخرى، منها القرنفل والقرفة وغيرها، وكذلك وجود أنواع متعددة من الحيوانات البرية
طبيعة الجزيرة وموقعها المتميز جعلها ممرا ومركزا مهما للتجار، وهدفا للمهاجرين كما هو الحال مع العرب وخاصة من عمان، وللمستعمرين الأوروبيين، حيث وصل إليها المستكشف البرتغالي فاسكو دي غاما عام 1499، وباتت بعد ذلك جزءا من الإمبراطورية البرتغالية، حيث نجح الأسطول البحري البرتغالي بقيادة فرانسيسكو دي ألميدا بعملية الإنزال في سواحل زنجبار عام 1505.
وذكرت بعض المؤلفات التاريخية أن البرتغاليين أحرقوا منازل السكان ونهبوها، واستولوا على جميع الموانئ البحرية على الساحل الأفريقي الشرقي. لكن العمانيين استثمروا طلب أهالي زنجبار نجدة السلطان العماني عام 1694 من البطش البرتغالي لطردهم من الجزيرة عام 1696، وأصبحت تحت حكم سلطنة عُمان رسميا عام 1698، لتعزز بعدها حركات التجارة المتبادلة بين الخليج العربي وإيران والهند وجزر زنجبار التي كانت تعرف حينها بساحل "الزنج".
ونقل سلطان عمان سعيد بن سلطان لاحقا (1840) عاصمته من مسقط إلى زنجبار، وبعد عقدين من الزمن استقلت زنجبار عام 1861 عن عمان وأصبحت سلطنة مستقلة، غير أن بريطانيا سيطرت على معظم أراضي زنجبار بالبر الأفريقي، وأعلنت عام 1891 بقايا السلطنة في زنجبار محمية بريطانية، وقلَّصت سلطات ونفوذ السلطان وتحكمت فيه.
وبقيت الحال على هذا المنوال إلى أن حصلت السلطنة على استقلالها عام 1963، وباتت عضوا في الكومنولث البريطاني، لكن تمردا وانقلابا يساريا دمويا بإيعاز من قوى استعمارية -راح ضحيته أكثر من 12 ألفا من العرب والهنود القاطنين بالجزيرة، وصودرت ممتلكاتهم ونفي آلاف آخرون- أطاح بالسلطنة في يناير/كانون الثاني 1963 وأسس جمهورية، ليوقع لاحقا رئيس زنجبار وتنجا نيقا قانون اتحاد بين البلدين، وتم إنشاء تنزانيا عام 1964، وإنهاء حكم العرب في الجزيرة.