اختيارُ الزوجة قد يكون مفتاحَ السعادة والازدهار النفسى والمعيشي، وقد يكون مفتاحَ التعاسة والانهيار الحياتى والأسري، لذلك اهتم الإسلامُ بأن تكون الزوجة مشهود لها بالتقوى والصلاح، واعتبر صلاحُها خيرَ متاع دنيوي؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» [أخرجه مسلم]، لذلك وضع الإسلامُ أسسًا لاختيارِ هذه الزوجةِ تتمثل فيما يأتي:
أن تكون صاحبةَ دين وتقوي؛ فعن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» [متفق عليه].
ومعنى تربت يداك: أى افتقرتَ إن لم تفعل واستغنيتَ إن فعلت وظفرت بالزواجِ من المرأةِ المتدينة.
ويَفهم من هذا الحديثِ أنْ لا ضيرَ أن تكون المرأةُ ذاتَ حسب ومال وجمال مادامت ذاتَ دين فجمالُها أدعى للعفةِ وحسبُها أدعى للشرفِ ومالُها أدعى للسعةِ ودينُها يجعل كلَّ ذلك فى مرضاةِ اللهِ ورسوله ومرضاة زوجها.
أن تكون كريمةَ العنصر، طيبةَ الأرومة، لتكونَ حميدةَ الطباعِ مُحبة لزوجها، رحيمة بولدها، حريصة على صلاح بيتها ومن هذه الأحاديث المتعلقة باختيار الزوجة ما رواه أنس بن مالك: «تزوَّجوا فى الحِجرِ الصَّالحِ؛ فإنَّ العِرقَ دَسَّاسٌ» وما رواه أبوسعيد الخدري: «إيَّاكُم وخضراءَ الدِّمَنِ فقيلَ: وما خَضراءُ الدِّمنِ ؟ قالَ: المرأةُ الحسناءُ فى المنبتِ السُّوءِ.» والدمن جمع دِمْنَة وهي-كما قال ابن الأثير فى النهاية - ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها، أى تلبده فى مرابطها، وربما نبت فيها النبات الحسن النضير. يقول الشيخ عطية صقر - رحمه الله: «والمراد من الحديث النهى عن تزوج المرأة لمجردِ الإعجاب بحسنِها وجمالها دُون النظر إلى دينها وخلقها، فهى تشبه النبتةَ الرائعة فى مظهرِها ولكنها تعيشُ فى وسطَ قذر، أو تستمد جيناتِها مِن منبع غير كريم، ومثل هذه المرأة لا تؤمن الحياة الزوجية معها». لكم خالص تحياتى وتقديرى و رمضــان كريــــــم الدكتـور علـى حســـن
[IMG][/IMG]
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الدكتور على حسن على المشاركة المفيدة: