تعرفي على الفوائد الذهبية للنوم العميق للحامل وتأثيره على نمو الجنين

في رحلة الحمل، تتعرض الأم الحامل للعديد من التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تؤثر على صحتها وصحة جنينها، ومن بين العوامل الأكثر تأثيرًا خلال هذه المرحلة، يأتي النوم كعنصر رئيسي يُسهم في تحقيق نمو صحي وسليم للطفل؛ حيث تشير دراسات حديثة إلى أن النوم الجيد العميق والمريح أثناء الحمل، خاصة أثناء الليل، ليس مجرد راحة ورفاهية للأم، بل هو عامل حيوي يحمي الجنين من تأخر النمو، ويُعزز من تطوره السليم داخل الرحم.
وللتعرف على العلاقة بين نوم الحامل وصحة الجنين، والعواقب المحتملة لنقص النوم، يتحدث الدكتور حامد الطاهري، أستاذ النساء والولادة، ويقدم عددًا من النصائح الفعّالة لضمان نوم مريح للحامل.

أهمية النوم أثناء الحمل لا يمكن إنكارها
النوم هو الوقت الذي يستعيد فيه الجسم نشاطه، ويعمل على إصلاح الأنسجة وتجديد الطاقة، ومع التغيرات الجسدية والهرمونية للحامل، يساعد النوم على الراحة فيحافظ على الحمل وصحة الجنين.
يتحسن تدفق الدم إلى المشيمة أثناء النوم، مما يُعزز من وصول الأكسجين والمغذيات إلى الجنين، والنوم العميق الكافي يقلل من خطر احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل، وهو أحد أسباب تأخر نمو الجنين.
يعزز إفراز الجسم لهرمونات النمو بكميات أكبر، مما يساهم في نمو الجنين بشكل سليم، كما أنه يدعم التوازن النفسي للحامل، ويقلل من التوتر والقلق، وهما عاملان قد يؤثران سلبًا على تطور الجنين.
النوم الليلي كما تشير الأبحاث يلعب دورًا حاسمًا في حماية الجنين من تأخر النمو داخل الرحم، ويعتقد الخبراء- أيضاً- أن هذا التأثير يعود إلى انتظام الدورة الدموية.

النوم العميق يقوم بتحفيز النمو العصبي
أثناء النوم، ينشط الجهاز العصبي للأم، مما يُحسن من الاتصال العصبي لدى الجنين، والنوم الليلي يقلل من هرمونات الإجهاد على الجسم، مثل الكورتيزول، التي قد يؤثر سلبًا على نمو الجنين.

التحديات التي تواجه الحامل في النوم
رغم أهمية النوم، إلا أن الحامل قد تواجه صعوبات في الحصول على نوم عميق ومريح بسبب:

التغيرات الهرمونية: ارتفاع مستويات البروجستيرون قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق خلال النهار وصعوبة النوم ليلًا.
زيادة حجم البطن: مع تقدم الحمل، يصبح النوم في هيئة مريحة تحديًا كبيرًا، خاصة مع نمو حجم البطن.
الحاجة المتكررة للتبول: ضغط الرحم على المثانة يُسبب استيقاظ الحامل عدة مرات خلال الليل.
التوتر والقلق: التفكير المستمر في صحة الجنين ومرحلة الولادة يمكن أن يؤدي إلى الأرق.

الإرشادات الذهبية لضمان نوم عميق أثناء الحمل
اختيار الهيئة المناسبة للنوم
يُوصى بالنوم على الجانب الأيسر، حيث يُحسن من تدفق الدم إلى الجنين، تجنبي النوم على ظهرك، خاصة في الثلث الأخير من الحمل، لأن ذلك قد يُقلل من تدفق الدم إلى المشيمة.

استخدام الوسائد الداعمة
استخدمي وسادة الحمل لدعم البطن والظهر والركبتين، ويمكنك وضع وسادة بين الساقين لتخفيف الضغط على الظهر.

الالتزام بنظام يومي ثابت
حاولي النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا، واجعلي النوم جزءًا من روتينك اليومي للحفاظ على الساعة البيولوجية.

تناول وجبات خفيفة قبل النوم
تجنبي تناول وجبات دسمة قبل النوم لتقليل مشاكل الحموضة، وجهزي وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات لتعزيز الراحة.

ممارسة تمارين الاسترخاء
جربي تمارين التنفس العميق أو اليوغا المخصصة للحامل، وحاولي أخذ حمام دافئ قبل النوم لتهدئة الجسم.

تقليل المنبهات قبل النوم
تجنبي الكافيين والمشروبات المنبهة قبل النوم بمدة لا تقل عن 4-6 ساعات، وقللي من استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف المحمول قبل النوم.

ما الذي يحدث إذا لم تحصل الحامل على نوم كافٍ؟
شاركي مخاوفك مع شريكك أو استشيري الطبيب، وفكري في الانضمام إلى مجموعات دعم الأمهات الحوامل لتبادل الخبرات.
قلة النوم أثناء الحمل قد تؤدي إلى عواقب تؤثر على الأم والجنين معًا.

مضاعفات للأم
زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم: قد يؤدي قلة النوم إلى زيادة احتمالية الإصابة بمقدمات الارتعاج.
زيادة خطر الولادة المبكرة: تؤثر قلة النوم على التوازن الهرموني، مما قد يزيد من احتمالية الولادة قبل الأوان.
تأثير على الجنين
تأخر النمو داخل الرحم: نقص التغذية الناتج عن قلة تدفق الدم يؤثر على وزن وطول الجنين.
تأثيرات عصبية طويلة الأمد: قد تؤثر قلة النوم على تطور الجهاز العصبي للجنين.