التوحيد منجاة والتسبيح حبل إنقاذ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ
أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىظ° فِي الظُّلُمَاتِ
أَن لَّا إِلَظ°هَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ
مِنَ الْغَمِّ غڑ وَكَذَظ°لِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)
صدق الله العظيم
بغض النظر عن اختلاف السابقين
حول من غاضب الآخر النبي غاضب مولاه
أو أنه ذهب مغاضبا قومه
إلا أن المولي عز وجل شاء أن يقدر عليه
أي يضيق عليه ويضعه
في هذا الاختبار الوجودي
علي شفا النهاية بين الحياة والموت
فالتقمه الحوت
وفِي جوف الليل البهيم
وفِي دياجير بطن الحوت
وفِي ظلمات بحر لجي
يغشاه موج من فوقه موج
من فوقه سحاب
ظلمات بعضها فوق بعض
ظلمات من كل جانب
إلا أن بصيص الأمل سطع من قلب يونس
ذي النون أي صاحب الحوت
ووصفه بأنه صاحب الحوت
ليس صحبة الملكية
ولكنها صحبة الفريسة
بين براثن فارسها الضاري
وفِي جوف الظلام
وفِي غياهب اليأس
وفِي نهاية النفق المظلم
تسطع شمعة الأمل
فلا تستطيع كل ظلمات الدنيا
أن تطفيء فتيلتها
أو تحجب نورها
وهذا ما حدث مع يونس
طالما قنديل الروح مازال يضيء
وطالما القلب ينادي مولاه
لم يقل يا يا رب أنقذني من الظلمات
لكن مثله مثل أبي الأنبياء إبراهيم
لم يسأل المولي وهو في أتون النار
ولكن رسائل القلب انطلقت للملأ الأعلي
بدون شقشقات اللسان
ولا قطرات اليراع
قال لا إله إلا أنت استهل بالتوحيد
ثم ثني بالتسبيح سبحانك
ثم ختم بالتوبة والإنابة
والاعتراف أنه كان من الظالمين
فالبداية توحيد
وفِي الوسط تسبيح
ثم في النهاية استغفار
وإقرار بالتقصير وظلم النفس
وكان الإنسان ظلوما يظلم نفسه
ويتعدي ظلمه لغيره
نور الذكر يبدد ظلمات اليأس والواقع
ومشكاة التوحيد تكسر جدار الإحباط
فتتبدل المحنة إلي منحة
فأبو الأنبياء نجا من أوار النار
ليرفع القواعد من البيت
ويوسف انطلق من قاع البئر
وغياهب الجب إلي قمة القصر
التوحيد منجاة
والتسبيح حبل إنقاذ
والاعتراف والتوبة والإنابة
ملاذات الحياري والمفقودين
لا إله إلا انت سبحانك
إنى كنت من الظالمين
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حســـن
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|