العمل التطوعـى خير متكامــل ( 1 )
\ثقافة العمل التطوعى صارت مطلبا ملحا؛
يدعو علماء الدين والاجتماع إلى نشره؛ باعتباره عاملا أساسيا
فى بناء المجتمع، وخيرا متكاملا ذا مردود إيجابي؛
سواء على الشخص الذى يقوم به، أو أفراد المجتمع الذين يتشاركونه.
ويؤكدون أن هذا العمل واجب اجتماعى ودينى وأخلاقى،
مشيرين إلى أنه يسهم فى حل المشكلات الاجتماعية،
ويساعد فى التماسك الوطنى، بما يحقق الأمن والاستقرار للمجتمع،
انطلاقا من كونه «قيمة إنسانية ودينية عليا».
الدكتور عبدالغنى الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر،
يرى أن العمل التطوعى واجب اجتماعى ودينى يهدف
إلى تحقيق التكافل بين الناس، حيث يشترك فى فعله الجميع،
ويأخذ الكل خيره، فهو خير متكامل، تصل فائدته
إلى الفرد ثم إلى الأفراد الآخرين، ثم المجتمع كله،
ويعكس روح الإيثار والخدمة المجتمعية التى يحرص
الإسلام وجميع الشرائع على نشرها بين الناس،
«فبالتطوع تنتشر القيم والأخلاق،
وتنبنى مجتمعات قوية يسودها التراحم والأخوة».
من أعظم القربات
ويصف العمل التَّطوعى بأنه من أعظم القربات إلى الله تعالى،
لما له من آثار إيجابية على الفرد والمجتمع، وأبرزها تحقيق
التكافل الاجتماعى، مشيرا إلى أن الإسلام يشجع على
نشر روح التعاون بين الناس، كما يحرص على تعزيز الإيثار، وحب الخير.
ويستشهد بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
«الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه»،
باعتباره دعوة صريحة للوقوف بجانب الآخرين،
وتقوية العلاقات بين الأفراد، مما ينتج عنه مجتمع مترابط،
وكذلك قوله، صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين
فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».
ويعتبر أن العمل التطوعى ينشر السعادة،
ويدخل السرور فى قلوب الناس، فهو من أفضل الأعمال،
كما قال، صلى الله عليه وسلم:
«أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور
تدخله على مسلم»،
كما أنه من أبرز وسائل تحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد،
فعندما يتكاتف الناس لمساعدة بعضهم بعضا،
فإن هذا يحل مشكلات اجتماعية كثيرة.
ويوضح أن العمل التطوعى أنواع، منه فردى،
مثل كفالة اليتيم، وإطعام الفقراء،
وجماعى عبارة عن مؤسسات كبيرة،
أو جمعيات خيرية، أو تطوع مالى بالإنفاق فى سبيل الله،
أو تحفيظ القرآن، أو تقديم الاستشارات العلمية
والدينية المجانية، أو التطوع بالجهد فى مساعدة الناس،
وقضاء حوائجهم، أو إصلاح المنازل،
وتنظيف المساجد، أو التطوع البيئى كتنظيم الأماكن
والمنشآت العامة والخاصة، وزرع الأشجار.. إلخ.
نلتقى فى الجزء الثانى
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى حســن
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل الدكتور على حسن يوم
12-17-2024 في 06:15 AM.
|