سِرُ الحياة أن تعيش اللحظة

سِرُ الحياة أن تعيش اللحظة
عِشْها بكلِ تفاصيلِها
بأدق تفاصيلها

استغرق في ثوانيها قبل دقائقها
فعمرك يساوي تلك اللحظة التي أنت فيها

فلحظات العبادة ومناجاة الله أعظمها
أعطها حقها وكأنها آخر لحظة ..
استشعر وقوفك بين يدي الملك
أخلص له العمل بكل ما تستطيع
كن حاضر القلب مقبلا على الله به

لا يشغلك أمر من أمور دنياك
عن لحظتك مع الله

استغرق في مُناجاته واستمتع بها
فقد منحك الوقت لذلك ..
ولن يَملَّ حتى تملَّ أنت ..

بُثَّه كل ما يجول بخاطرِك
أخبره بكل شيء ..
لا تترك شيئا تبثه لغيره

فأنت في حضرة الملك
فهو يسمعك ولن يخذلك
فأنت وكل ما أثقل كاهلك
خلق من خلقه وطوع أمره

لن يُعجزه تفريج همك
ولا تنفيس كربك
ولن يستعصي عليه طلبك
ولن يترك مظلمتك

اجعلها أهم لحظات حياتك
لأنها بالفعل كذلك
فهي اللحظة الباقية عندما تفنى اللحظات

ثم بعد ذلك
عش لحظاتك الباقية بكل تفاصيلها
اسمتع بعائلتك بصحتك بصحبك بمالك
وبكل ما أفاءه الله عليك
فتش عن كل سعادة أنت تملكها ، وعشها
ولا تشغل نفسك بما ليس عندك
حتى لا يُنسيك ما عندك

السعادة قرار
فقرر أن تكون سعيدا

وكم أعجبني قول الشاعر:
" ما مضى فات .. والمؤملُ غيبٌ
ولك الساعةُ التي أنت فيها "

فالماضي غادر بكل ما فيه ولن يعود
ومهما حننا إليه وبكينا عليه فلن يعود
فقد ذهب وانتهي وترك لنا دروساً وعبر وبقايا أثر
وذكريات سعيدة عشناها استمتعنا بها وانتهت
لا مانع من الالتفات إليها دون البقاء فيها

أما المستقبل الذي رمز إليه الشاعر بقوله :
" والمُؤمل غيبٌ " فهو بيد الله
لا يعلم تفاصيله إلا هو سبحانه

ومهما كان تصورنا له واستشرافنا إياه
فلن نبلغ منتهاه ولن نُدرك خفاياه
فلندعه يأتي في وقته كما أراده الله
دون خوف أو قلق

ومن الجهل أن نترك العمر الذي بين أيدينا
ونذهب للبكاء على الماضي أو الخوف من المستقبل
فالماضي انتهي والمستقبل قد لا يأتي
لكن لحظتنا ما زالت بين أيدينا
فلنعِشها بكل حب