جحيم ...الانتظار ....

هي قادمة... لن تتأخر ...
لقد أخبرني عنها عطرها...الممزوج بريح هذا المساء...
وأنا الآن مرتبك ...لا أنا فرحان ..ولا أنا مستاء ..
أتحسس صورتها داخل قلبي ...وبيدي وردة حمراء..
ووضعت لها على أرضه ...سجادة الملوك والأمراء..
لتطأها بقدميها... بهما خلخال و حناء ..
وهي شقراء ...
ولقلبي... سيدة النساء ...
وبينما أنا... بين جحيم الانتظار ...
أمارس الجلوس ...والوقوف ...
لا أنا أسد ...ولا أنا خروف ...
هكذا كانت حالتي ...وما أهدتني الظروف ...
كانت روحي وقلبي وعقلي.. في حالة استنفار..
كنت أشبه ...عاشق مجنون ...مستعد للانتحار ...
صدري ..لم تكفيه علبتين من السجائر ...
فتحت نوافذ غرفتي...ونزعت عنها كل الستائر ..
لعلني أتوصل منها ...على أخبار أو بشائر ..
أو تصلني رسالة ...يحملها طائر ...
أيها المنتظرون مثلي ...
أعذروني الليلة .....أنا الآن حزين وحائر ...
هذا منتصف الليل ...ومعذبة قلبي لم تطرق الباب ...
ولم تطل من نافذة قلبي ...وأنا أجهل الأسباب
حتى طيفها الليلة ...عني لقد غاب ...
فازداد عذابي ....عذاب ...
وأنا لا أستحق منها... هذا العقاب ...
حيث كانت ملكة بقصر قلبي ...وأنا كنت لها الخادم والبواب ..
كان كل مناي ...أن تكون سعيدة ...
حاولت بما أعطاني الله ..أن تكون عن الحزن بعيدة ...
كانت ليالينا ...لا تشبه الليالي ...
كنا نتراشق بالحب الخام ...والمثالي ...
كنت أتخيل أننا متنا ...ونحيا سويا ...في جنة عدن ..
نشرب سويا حليب الجنة... وأكواب من اللبن ..
لأن عشقنا كان لا يضاها ...وليس له ثمن ...
ولكن يا سادتي ...هذه الليلة أنا في الجحيم ..
وغيابها ...أرداني أحمق ...متشرد بعدما كنت ناضجا وحكيم..
كأنني أصبت بمس ...من شيطان رجيم ...
مرتبك الخطى... والتفكير ...
وأمنيتي أن أغادر هذه الأرض ...والى المجهول أطير...
أنا ألتمس منكم عذرا هذه الليلة...اذا خانني التعبير ..
حيث كنت في انتظارها ...مبعثر وأسير ..
تائه وخائف ...كطفل صغير ...
مستعد... للصراخ والبكاء ...
ولولا ذاك البصيص من التعقل ...لكنت ارتكبت في حقي جريمة ...
ورميت بجثتي ...أمام أعتاب موطئ قدميها الكريمة ...
وتبقى غرفتي وأشيائها ...يتيمة ...
وأحسب... مع الشهداء ...
أو واحد من أصيب ..بالجنون والغباء ...
ولكي لا أنتمي لكلا الحالتين ...في هذا المساء..
سأمتهن ...الغناء ...
وأرقص على خيبتي ...بلا حياء ...