مايكروسوفت تقص شريط موسم الأرباح الأضعف للتكنولوجيا

نيويورك - افتتحت شركة مايكروسوفت كما كان متوقعا موسم الأرباح لشركات التكنولوجيا، والذي من المرجح أن يكون الأضعف منذ سنوات، بدليل موجة تسريح الموظفين التي أصبحت طاغية على القطاع.

وسجلت مايكروسوفت انخفاضا بنسبة 12 في المئة في أرباح الربع الثاني من سنتها المالية الحالية، التي بدأت في يوليو الماضي، مما يعكس حالة عدم اليقين الاقتصادي والتي قالت إنها “أدت إلى قرارها بخفض 10 آلاف موظف”.

وأعلنت الشركة في بيان نتائج أعمالها للفترة بين أكتوبر وديسمبر الماضيين عن أرباح ربع سنوية قدرها 16.43 مليار دولار، أو 2.2 دولار للسهم.

وباستثناء بنود لمرة واحدة مثل 800 مليون دولار لدفع تعويضات نهاية الخدمة للموظفين المسرّحين، قالت الشركة إنها “كسبت 2.32 دولار للسهم”، وهو ما تجاوز توقعات وول ستريت للأرباح المعدلة البالغة 2.29 دولار للسهم.

وحققت الشركة المصنعة للبرمجيات إيرادات بلغت 52.75 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، بزيادة اثنين في المئة عن الفترة ذاتها قبل عام.

مايكل كاسبر: القطاع بدرجة كبيرة في مقدمة انكماش إجمالي الأرباح
مايكل كاسبر: القطاع بدرجة كبيرة في مقدمة انكماش إجمالي الأرباح
وتوقّع المحللون الذين استطلعت آراءهم شركة فاكتسيت أن تحقق مايكروسوفت إيرادات قدرها 52.99 مليار دولار عن الربع الثاني.

وألقت مايكروسوفت الأسبوع الماضي باللوم على “ظروف الاقتصاد الكلي وتغيير أولويات العملاء” لقرارها خفض ما يقرب من 5 في المئة من قوتها العاملة العالمية.

وهذه العملية هي واحدة من خطوات قام بها عدد من شركات التكنولوجيا، بما في ذلك غوغل وأمازون وسالسفورس وميتا الشركة الأم لفيسبوك لتخفيف ضغوط النفقات التشغيلية من بند الرواتب والمكافآت.

وأوضح مايكل كاسبر، المحلل الإستراتيجي المختص بالأسهم لدى بلومبرغ إنتلجينس، أن قطاع التكنولوجيا بدرجة كبيرة في مقدمة انكماش إجمالي الأرباح الذي يلاحظ بمؤشر ستاندرد آند بورز.

ورغم وجود الكثير من التوقعات المتباينة، فإنه بناء على ما إذا كان هذا الركود قد حدث فعلا وإلى أيّ مدى سيكون سيئا، فما زال يوجد قَطْعا بعض مخاطر وجود مراجعة بالسالب لنتائج القطاع.

ومن المقرر أن تعلن شركات من بينها إنتل ولام ريستيرش وتكساس إنترومنتس نتائج أعمالها الأسبوع المقبل، فيما ستعلن أبل وألفابت وغيرهما من عمالقة القطاع نتائجها في الأسبوع الموالي.

وتحظى هذه المجموعة من الشركات بتأثير بالغ في مسار السوق بشكل عام، إذ تشكل شركات تكنولوجيا المعلومات ما يفوق 25 في المئة من قيمة مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تستمر أعمال الحوسبة الشخصية للشركة، التي تركز على برامج ويندوز الخاصة بها، في التدهور الذي بدأ في وقت سابق من العام الماضي بسبب عدم اليقين الاقتصادي وتراجع الطلب.

وقالت الشركة إن “المبيعات الفصلية من هذا القطاع انخفضت بنسبة 19 في المئة إلى 14.24 مليار دولار”.

وتحصل على عائدات الترخيص من الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر والتي تقوم بتثبيت نظام التشغيل ويندوز على منتجاتها.

وارتفعت عوائد خدمة أزور السحابية 31 في المئة تمشيا مع تقديرات منصة فيزيبل ألفا، بينما سجل قطاع الخدمات السحابية الذكية إيرادات قدرها 21.5 مليار دولار مقابل توقعات جمعتها رفينيتيف من وول ستريت بأن تبلغ 21.4 مليار دولار.

وأفادت شركة أبحاث السوق غارتنار أن شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في جميع أنحاء العالم خلال الأشهر الثلاثة الماضية انخفضت بنسبة 28.5 في المئة بمقارنة سنوية، وهو أكبر انخفاض فصلي منذ تسعينات القرن الماضي.

غراف

ويقول خبراء غارتنر إن من بين العوامل التي قلّلت من طلب المستهلكين على أجهزة الكمبيوتر زيادة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وتوقع حدوث ركود عالمي وحقيقة أن الكثير من الناس اشتروا بالفعل أجهزة كمبيوتر جديدة خلال الوباء.

ومع ضعف سوق أجهزة الكمبيوتر، كان المحللون يراقبون عن كثب نتائج قطاعات الأعمال الكبيرة الأخرى في مايكروسوفت أي قسم الحوسبة السحابية، حيث نمت المبيعات بنسبة 18 في المئة لتصل إلى 21.51 مليار دولار.

كما نمت الإيرادات أيضا من قطاع برمجيات مكان العمل في الشركة والذي يتضمن مجموعة منتجات أوفيس بنسبة 7 في المئة لتصل إلى 17 مليار دولار.

وفي محاولة لزيادة قيمة منتجاتها أعلنت الشركة الاثنين الماضي عن استثمار المليارات من الدولارات في أوبن أي.آي للذكاء الاصطناعي، صانع “تشات جي.بي.تي” والأدوات الأخرى التي يمكنها كتابة نص مقروء ورمز كمبيوتر وتوليد صور جديدة.