أرسل الله -تعالى- نبيه الكريم يونس -عليه السلام- إلى قومه ليرشدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، ولكن لم يؤمن به أحد منهم، وظل يدعوهم لسنوات دون استجابة إلى أن يأس من أفعالهم، وغضب عليهم وبعد عنهم وقد حذرهم من قدوم عذاب أليم في غضون 3 أيام، وقبل أن يبعث الله إليه ذهب ليركب إحدى السفن المشحونة.
وعلى الرغم من أن القرآن لم يذكر على وجه التحديد مكان قوم يونس إلا أن المفسرين يرجحون أنه أُرسل إلى قوم نينوى الذين تواجدوا في أرض الموصل، وبعد انقضاء الثلاث حل العلى القرية العذاب، ولكن عدد مائة ألف أو يزيدون قد تابوا إلى الله فكشف ما بهم من ضر رأفة منه ورحمة.
أما سيدنا يونس فقد ارتكب خطيئة لعدم انتظاره أوامر الله -تعالى-، لهذا ارتفعت الأمواج حول السفينة لتكون إشارة للركاب على وجود خاطئ فيما بينهم وعليهم أن يغرقوه بدلاً أن تغرق السفينة، واقترعوا على هذا الشخص ٣ مرات وفي كل مرة كان السهم يرسي على اسم سيدنا يونس، فألقى نبي الله نفسه في البحر فالتقمه حوت.
أمر الله تعالى الحوت بألا يمس لحم نبيه ولا يكسر له عظمه، وقد اختلف المفسرون في المدة التي قضاها النبي داخل بطن الحوت، فمنهم من قال أنه لبث فيه من الضحى إلى العشاء، ومنهم من قال أنه لبث 3 أيام، ومنهم من قال 7 أيام؛ وقد ذكر القرآن الكريم أن طوال المدة المنقضية داخل بطن الحوت كان نبي الله يسبح ويستغفر ربه فيقول: “لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”.
وظل يردد هذا الدعاء إلى أن استجاب المولى له، فأمر الحوت أن يلفظ يونس -عليه السلام- ليجد نفسه بعد ذلك على أحد الشواطئ، وقد أنبت الله عليه شجرة قرع ليداري بأوراقها عورته. [1]