المسجد الاقصـى .. طريق السمــاء

«المسجد الأقصى طريق السماء، فهو أولى القبلتين،
وثالث الحرمين، ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين،
سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم،
ومنه عُرج به إلى السماوات العلا وسِدرة المُنتهى
في ليلة الإسراء والمعراج، ومن أجل ذلك
كان حقا على المؤمنين فى أرجاء الأرض الذود عنه»..
هكذا يؤكد عدد من علماء الدين.

ويضيفون أن القدس مدينة عربية خالصة،
وأن المسجد الأقصى يشغل مكانة عُظمى
لدى المسلمين جميعا، لما له من فضل
بينــه رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فى أحاديث كثيرة، مطالبين بالتذكير الدائم بمكانته،
حتى تعرف الأجيال المتعاقبة فضله،
خاصة فى ظل المحاولات المتكررة،
والخطط الممنهجة؛ لطمس هويته،
من قبل المحتل الغاصب،
الذى يمارس حاليا أبشع الجرائم الإنسانية في حقه،
وفى حق الفلسطينيين العزل.

الدكتور عبدالمنعم إبراهيم عامر، من علماء وزارة الأوقاف،

يصف المسجد الأقصى بأنه بوابة وطريق السماء،
قائلا: إن حكمة الله تعالى اقتضت ألا يعرج بنبيه إلا منه،
فلم يعرج به من المسجد الحرام،
بل أسرى به منه إلى المسجد الأقصى،
ثم منه إلى السماء،
لكن بعد أن استأنس بأهلها قبل صعودها،
فاقتضت الحكمة الإلهية أن يكون ذلك
من خلال اجتماع الرسل والأنبياء على الصلاة
فى هذه البوابة المقدسة، التى تجلى فيها
أمر آخر هو أن هذا الرسول الإمام لم يكن بدعا من الرسل؛
لهذا اقتضت الحكمة أن يصلى بهم على حسب
سنتهم فى الصلاة، قبل أن تُفرض عليه الصلوات الخمس،
من أجل أن تتجلى هذه الحقيقة،
وهى أنه لم يكن بدعا من الرسل فى العبادات،
إذ صلى بهم على هديهم وسنتهم،
وأمعن فى إظهار ذلك حتى فى العادات،
حينما ربط بُراقه فى موضع رباطهم،
كأن هذه البوابة السماوية لا تُفتح إلا لمن كان هذا حاله
وهذا حالهم مجتمعين غير متفرقين على طاعة رب العالمين،
أمة واحدة فى العبادات وفى العادات.

درس للأمة

ويضيف أن هذا الاجتماع تجلى فى أبهى صوره
حينما اصطفوا خلف إمام واحد وقائد
واحد لم يتنازعوا عليه،
فيحصل من جراء هذا فشل أو ذهاب ريح،
كما قال تعالى:
«وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»
فبهذا الاجتماع على طاعة الله وحده،
وعلى إمام واحد، وقبلة واحدة،
واصطفاف كان من كان هذا حالهم أهلا
لأن تفتح لهم أبواب السماء لأعمالهم ودعائهم،
بل ولذواتهم وأرواحهم، فهو درس للأمة الخاتمة:
إذا أردتم أن تكونوا من المقبولين المنصورين،
فهذا باب النصر والقبول، وهو الاقتداء
بالذين هداهم الله، قال تعالى:
( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )
وإلا فلا قبول ولا عُروج،
فلا تنتظر صرفا ولا نصرا،
ولا قبولا ولا عروجا لا للأعمال
ولا للأشخاص ولا للأرواح،
لذا فوحدة الأمة قادرة على مواجهة
مخططات طمس هوية الأقصى،
من قبل العدو الغاشم، بكل الوسائل،
كل فى تخصصه، حتى يظل حيا فى وجدان الأمة،
الى أن ينتهى الاحتلال.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى حسـن