عبد المنعم عمايري: الفن سيسقط أمام ما يحدث في غزة وأبكي يومياً

حالة من الحزن الشديد يعيشها الفنان السوري من أصل فلسطيني، عبد المنعم عمايري منذ بداية طوفان الأقصى، خاصة مع المشاهد اليومية التي يشاهدها من قصف الأطفال والنساء، وهو ما جعله يبكي يومياً، مشيراً إلى أنه يعد مشروعاً من أجل القضية الفلسطينية لتقديمه إلى وسائل الإعلام خاصة أنه لا يجيد التعامل مع السوشيال ميديا.

عبد المنعم عمايري يعلق على ما يحدث في غزة
وأوضح عبد المنعم عمايري الذي تعود أصوله إلى قرية الجاعونة في صفد الفلسطينية أن جميع الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية لا ترقى لمستوى القضية.

وعلق قائلاً: "أنا أبكي كل يوم وأموت 100 مرة ولا أستطيع أن أفعل شيء، كل ما دي متابعة الأخبار ومن يموتون، الحقيقة لا يوجد كلام يعبر عن وضع غزة، كل الكلام تافه أمام ما يحدث، نحن عاجزون عن فعل أي شيء، لست نشطاً على السوشيال ميديا ولا أجيد التعامل معها، لذا أحضر ملفاً لتقديمه إلى الإعلام مع مجموعة من الفلسطينين في العالم العربي والمهجر".

وتابع قائلاً: "الفن لا يوازي ما نشاهده على الشاشات"، موضحاً بعض تفاصيل المشروع الذي يعمل عليه:" يتضمن مواقف عملية وليست شفهية مثل التي تقدم كالتنديد والتعاطف، حتى لو تعاطف الجميع ليوم أو حتى 100 سنة لن يهتم الصهاينة وسواء بكيت أو لم أبك هم لا يهتمون لي ولا لغيري".

وأشار عبد المنعم عمايري إلى أن هذا العمل قد لا يؤثر ولكنها محاولة أمام آلة غربية تخطط لمليون سنة إلى الأمام، متابعاً: "أنا لا أعتمد على الكلام لأنه لا يقدم ولا يؤخر، أنا أحضر لملف له علاقة بالقضية الفلسطينية، كما كانت أفعل دائماً، سواء في فيلم القيامة أو مسرحية جام جميم التي عرضت في بيروت عن مجزرة صبرا وشاتيلا وجرائم العدوان الإسرائيلي".

وتابع: "ما يحدث موجعاً والمشكلة أننا لا نستطيع أن نفعل شيء، حتى دول العالم والأمم المتحدة عاجزة عن فعل شيء، فماذا يمكنني أن أفعل كممثل، لسنا يائسين بل نحاول قدر المستطاع، ولكن ليس بالبكاء والشعارات، كل شيء صار واضحاً في العالم وفي الغرب صاروا يعرفون الحقيقة، والمشكلة أن شلالات من الدماء تسيل يومياً أمامنا، فما نفع الكلام".

وشدد عبد المنعم عمايري على أن الوضع لم يتغير منذ النكبة إلا أن مشكلة العرب الانفعال لكن الحدث لم يتغير، معلقاً: "الملف الذي أعمل عليه لن يؤثر ولن يفعل شيئاً ولكنها محاولة. لربما... مع أنني أعرف أنه لن يؤثر في شيء. نحن أمام آلة غربية تخطط لمليون سنة إلى الأمام بينما نحن انفعاليون لأن الحَدَث موجود منذ عام 1948 ومشكلتنا كعرب أننا نتأثر بحدَث لطالما كان موجوداً".

عبد المنعم عمايري يتحدث عن أصوله الفلسطينية
وأوضح عبد المنعم عمايري أنه ولد في دمشق بسوريا ولكن والده فلسطيني، أتى إلى سوريا عن طريق لبنان، من قرية الجاعونة في صفد، قائلاً: "والدي نزح عندما كان في عمر السابعة في أيام النكبة عام 1948 واستقر في الشام".

ولفت إلى أن مسلسل التغريبة الفلسطينية هو المسلسل الوحيد الذي نجح في ملامسة القضية الفلسطينية إلى حد ما مقارنة بما يحدث على أرض الواقع، قائلاً: "مقارنة لما نراه على أرض الواقع لا يمكن لأي فن أن يوازي هذه الصورة التي نشاهدها مباشرة، من نشاهد تفجيراً للبيوت وكتابة أسماء على أيدي وأرجل الأطفال، لا يمكن لأي فن أن يلامس هذه الصورة التي نراها على شاشات التلفزيون، أي عمل سيسقط أمام صورة الموت التي تضج بها الشاشات، وهناك صعوبة بالغة في تناول ما يحدث في غزة".