2 } من هو أول رسول إلى البشر ؟
نوح عليه السلام .
ففي حديث الشفاعة ( .... فيأتون نوحاً ، فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض ) .
3 } اذكر بعض صفات نوح التي وردت بالقرآن ؟
كان عبداً شكوراً ..
قال تعالى ( إنه كان عبداً شكوراً ) .
قال ابن كثير : الشكور : هو الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية ،
وقد قيل إن نوحاً كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله .
4} هل نوح من أولي العزم من الرسل ؟
نعم ، وقد خصهم الله بالذكر ..
في قوله تعالى ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) .
5} ما سبب شرك قوم نوح ؟
الغلو في الصالحين .
عن ابن عباس . قال في قوله تعالى [ وقال لا تذردن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث
ويعوق ونسراً ] قال : (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان
إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموا بأسمائهم ، ففعلوا ،
ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) رواه البخاري .
6} إلى أي شيء كانت دعوة نوح عليه الصلاة والسلام ؟
إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله .
قال تعالى ( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) .
وقال تعالى ( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه إني لكم نذير مبين . أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف
عليكم عذاب يوم أليم ).
7} كم جلس يدعو قومه ؟
ألف سنة إلا خمسين عاماً .
قال تعالى ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .
8} هل اجتهد نوح في دعوة قومه ؟
نعم – لقد اجتهد اجتهاداً عظيماً في دعوتهم .فقد بالغ في دعوتهم من غير تعب .
قال تعالى عنه [ قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ] .
ونوع في دعوتهم : فمرة بالسر ومرة بالجهر .
كما قال تعالى عنه [ ثم إني دعوتهم جهاراً . ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً ] .
ومرة بالترغيب .
كما قال تعالى عنه [ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً .
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ]
ومرة بالترهيب :
كما قال تعالى عنه [ ما لكم لا ترجون لله وقاراً . وقد خلقكم أطواراً . ألم تروا كيف خلق
الله سبع سموات طباقاً . وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً . والله أنبتكم من
الأرض نباتاً . ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ] .
ومرة بأنه ناصح لهم مخلص .
قال تعالى عنه أنه قال لهم [ أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمــون ] .
9} ماذا كان جواب قومــه ؟
كذبوا به إلا القليل منهم .
10} اذكر بعض الاتهامات التي وجهت لنوح من قبل قومه ؟
أولاً : اتهموه بالجنون.
قال تعالى [ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر ] .
ثانياً : اتهموه بكثرة الجدال .
قال تعالى عنهم [ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثر جدالنا ] .
ثالثاً : اتهموه بالضلال .
قال تعالى [ قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ] .
رابعاً : توعدوه بالرجم .
قال تعالى عنهم [ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ] .
خامساً : التهكم والسخرية .
قال تعالى [ ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا
منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ] .
11} هل كفر أحد من أهل بيت نوح ؟
نعم ، ابنه ، وزوجته .
قال تعالى [ .. ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين .
قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء .
قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم . وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ] .
وقال سبحانه [وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين
من عبادنا صالحين فخانتاهما].
[ فخانتاهما ] ليس المراد في فاحشة ، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة
لحرمة الأنبياء ، قال ابن عباس : أما خيانة امرأت نوح فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة
امرأت لوط فكانت تدل قومها على أضيافه .
12} هل طلب قوم نوح العذاب ؟
نعم ..
قال تعالى [ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثر جدالتنا . فأتنا بما تعدنا إن كنت
من الصادقين ] .
13} اذكر بعض الشبــه التي أثارها قوم نوح ضد نوح عليه السلام ؟
هذه الشبهات هي :
أولاً : كون نوح من البشر .
قالوا [ ما نراك إلا بشراً مثلنا ] .
ثانياً : أن أتباع نوح من الأرذلين .
قالوا [ وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ] .
وقالوا [ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ] .
ثالثاً : أنه رجل مجنون .قالوا [ إن هو إلا رجل به جِنة ] .
14} هل دعا نوح على قومه ؟
نعم ..
قال تعالى عنه [ وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ] .
وقال [ ولا تزد الظالمين إلا تباراً ] .
[ لا تذر ] لاتترك .
[ دياراً ] الديار الذي يسكن الديار .
15} هل استجاب الله دعا نبيــه نوح عليه السلام ؟
نعم ..
قال تعالى ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر . ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر .. ] .
16} كيف عرف نوح أن القوم لن يلدوا إلا فاجراً كفاراً ؟
الله أخبره بذلك ..
كما قال تعالى [ لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ] .
وعرف ذلك أيضاً باستقرآء أحوالهم .
17} لماذا دعا نبي الله نوح على قومه ؟
دعا عليهم لأمرين :
الأول : قوله تعالى [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ] .
الثاني : أن هؤلاء القوم سيضلون غيرهم .
قال نوح [ إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً ] .
قال قتادة : أما والله ما دعا عليهم حتى أتاه الوحي من السماء
[ أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ] فعند ذلك دعا عليهم .
18} بماذا أمره الله لما أراد الله أن يهلكهم ؟
أمره ببناء سفينة لينجو بها .
قال تعالى [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما
كانوا يفعلون . واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ] .
وقال تعالى [ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا ) .
[ واصنع الفلك ] يعني السفينة .
[ بأعيينا ] أي بمرأى منا .
[ ووحينا ] أي تعليمنا لك ما تصنعــه .
19} بماذا أمره أن يحمل معه في السفينة ؟
أمره أن يحمل معه ثلاثة أشياء :
أولاً : قال تعالى [ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) .
والمقصود بالزوجين كل شيئين يكون أحدهما ذكراً والآخر أنثى .
ثانياً : قال تعالى ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) .
والمراد ابنه وزوجته فقد كانا كافرين حكم الله عليهما بالهلاك
ثالثاً : قال تعالى ( ومن آمن . وما آمن معه إلا قليل ) .
20 } بماذا أهلك الله قوم نوح .
بالغرق .
قال تعالى ( فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون . ثم أغرقنا بعد الباقين ) .
وقال تعالى ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر . وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء
على أمر قد قدر ) .
وقال تعالى [ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها ... ] .
وقال تعالى ( وحملناه على ذات ألواح ودسر ) .
- ذكر المفسرون في قصة نوح أن كل الجبال غمرها الطوفان ، وهو ظاهر القرآن ، بدليل
أن ابن نوح حينما قال له أبوه : يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ، رد عليه ابنه قائلاً :
سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ، فرد عليه نوح عليه السلام قائلاً : لا عاصم اليوم من أمر الله .
- والظاهر أن كل من لم يكن في السفينة من أهل الأرض قد غرقوا كما قال تعالى
( فأنجيناه وأصحاب السفينة ) و[ الفلك المشحون ] المملوء .
[ بماء منهمر ] المنهمر الكثير .
[ التنور ] وجه الأرض ، أي صارت الأرض عيوناً تفور حتى فار الماء من التنانير التي هي مكان
النار صارت تفور ماء .
وهذا قول جمهور السلف والخلف . [ تفسير ابن كثير : 2 / 382 ] . [ ودسر ] هي المسامير .
21} أين استوت سفينة نوح ؟
على جبل الجودي..
قال تعالى [ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت
على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ] .
[ وغيض الماء ] أي شرع في النقص .
[ وقضي الأمر ] أي فرغ من أهل الأرض قاطبة ممن كفر بالله لم يبق منهم ديار .
[ واستوت ] أي السفينة .
[ على الجودي ] هو جبل شامخ معروف في نواحي الموصل .
22} من الذي غرق من أهل نوح ؟
ابنه كان من الغارقين وكذلك زوجته .
قال تعالى [ وَنَادَىظ° نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ï´؟ظ¤ظ¢ï´¾
قَالَ سَآوِي إِلَىظ° جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ غڑ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ غڑ وَحَالَ
بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ï´؟ظ¤ظ£ï´¾ ] .
قال ابن كثير : اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ رؤوس الجبال ، وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجاه
ذلك من الغرق ، فقال له أبوه نوح : لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ، أي ليس شيء يعصم
اليوم من أمر الله .
الفوائد :
أولاً : أنه ينبغي للداعية الصبر على الدعوة إلى الله وتحمل مشاقها ، فقد صبر نوح في دعوة
قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً .
ثانياً : تنويع سبل الدعوة إلى الله ، مرة بالترغيب ، ومرة بالترهيب .
ثالثاً : أن الظلم ( وأعظمه الكفر والشرك ) سبب لهلاك الأمم .
قال تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقـــوا ) .
وقال تعالى ( وقيل بعداً للقوم الظالمين ) .
وقال تعالى ( فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ) .
وقال تعالى ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ) .
رابعاً : العمل الصالح وليس النسب هو وسيلة النجاة .
فابن نوح غرق مع المغرقين ، وكذلك زوجته لأنهما كانا كافرين .
فالعبرة بالإيمان والعمل الصالح لا بالأحساب ولا بالأنساب .
قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
وقال ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) رواه الترمذي .
وقال ( قال تعالى : من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم .
وقال ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
وفي كتاب الله إخبار عن [ أبي لهب ] وأن مصيره إلى النار لكفره ، ولم يغن عنه كونه عم رسول الله .
خامساً : دائماً أهل الشر والكفر هم الأكثر ، وأهل الإيمان هم الأقل .
قال تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) .
وقال تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) .
وقال تعالى ( وقليل من عبادي الشكــور ) .
وقال تعالى في شأن نوح ( وما آمن معه إلا قليل ) .
وقال تعالى ( فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ) .
وقال النبي ( عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد )
متفق عليه .
الشيخ سليمان بن محمد اللهيميد
يُتبع قصة هود عليه السلام