الحب ما بعد الستين

الحب ما بعد الستين كانت تجلس إلي الطاولة ، في إنتظار ابنها بينما وهي جالسة اقترب منها رجلاً عجوزاً يتجاوز عمره في الستينيات ، وكأنه تعرف عليها بسرعة وهي تحدق به ماذا بك أتتعرفني ..؟! ومن ثم تتنفس بصعوبة ثم أردفت متعجلة..لكن لا تنظر إلي هكذا ...يا إلهي .....! لا يعقل أن تكون هو أنت لا.... يا إلهي كم من السنين ، حقا لا أصدق عيني ، وما هذا الذي بيدك.... تنهد قليلاً وثم قائلا.....يا لها من ذكريات مدفونة داخل هذا الصندوق ..... وحديثه جاء إليها كوقوع الصاعقة....!! تقاطع حديثه .... ها أنت قد جئت... شئ يجنن..!؟ لقد انتهي الآن كل شئ....شهقت باكية و ارتعشت يداها وهزت برأسها بحدة وهي تنصت له ، وتخفي وجهها بالجريدة ، جلس بقربها إلي الأريكة ، فتبكي دون أن تدير وجهها ، غارسه وجهها في الجريده ، عزيزتي أعلم بأنه قد فات الأوان لعودتي الآن ، ولكن لم تغيبي عن بالي طوال تلك السنوات ، التفت إليه ، وهي تتمخط بصوت عالي وتستطرد في الكلام ، انظر إلي ملامح وجهي ، أما الآن فهي تنتحب بحرقه الشباب ، وتستلقي بحرية فائقة ، كنت في غاية الجمال إمرأة فتية شقراء ، ذات عيون زرقاء كالبحر ، أما الآن شاخت ملامحي مجعدة ، انتهي كل شئ ، سأبلغ الخمسين في مارس ، وبعد قليل سيأتي إبني البالغ من العمر الخامس والعشرون ، لكي نغادر تلك البلاد سوف يستقر في النرويج النمسا ، ويطيب لي أن أسافر !! ، ولكن كنت اكتب لكِ ، وفي هذا الصندوق كل رسائل الغرام ، و صورنا معا أجل انكِ حبيبتي ، ذات الشعر الأشقر ، و الت....... تقاطع حديثه مرة أخرى..... ولكن تلك المرأة ذات الشعر الأشقر أصبحت عجوز ذات شعر رمادي...؟! شهقت باكية مرة أخرى ، لماذا جئت....الآن بالظبط.. اليوم تحديداً...؟! لقد كانت سنوات مليئة بالويلات! وضع يده علي يداها ...، تسحب يداها وتقول له ...إياك..!! لا أريد ....إياك إن تفعل هذا مجدداً ، أتوسل إليك ، أرحل... يكفي بأن حبك قد شاخ بداخلي ، لا تجرؤ... إياك ....، أمعن النظر بها ... بنظرة تأنيب الضمير ....علي ما فعله بها وهو في عز شبابه .. وكيف تركها لكي تكن مع رجلاً آخر غيره ..؟! ، من ماذا تخافين الآن ؟! ترد ساخراً....من ماذا أخاف ..؟! لما لم تسأل عن حالي طول تلك السنوات ؟! آه لماذا لم تأتِ من قبل ! كنت في انتظارك ..؟! جئت قبل عام فقط من وفاة زوجي ...؟! قبل عام فقط ..!! رد أنا عن نفسي لا أعرف...؟! ولكن نريد أن نعود مجدداً معا كما كنا في السابق؟! أنا أيضاً تزوجت ولكن زوجتي توفيت وهي في عمر الثلاثين بمرض خطير ، ولم ننجب أطفال بسبب ذاك المرض ، وكنت ابحث عنكِ طوال تلك السنوات الماضية ...، ولم اجدكِ ...؟! وها نحن نلتقي مجدداً....؟! بينما كان يحدثها عن مغامراته دون أن يتوقف ولو لحظة واحدة ، جاء ابنها ووجد رجلاً عجوزاً يجلس صوب الطاولة بجانبها...ولم يلحظ إلا عندئذ أن أمه تنتفض من النحيب وهي شبه مستلقية علي الأريكة ، وهي تبكي بحرقه ، وعندما اقترب منهما، توقفت ...سجيئني اليوم ضيوف، وها أنت قد جئت يا بني ، تعال لما تقف من بعيد، التفت إليه ورد قائلا أنك تشبه والدتكِ إلي حد كبير ، لكن تقريباً مسافر بتلك الحقائق ، أجل يا سيدي مسافر برفقة أمي.... من يكون هذا الرجل يا أمي...؟! رد بدلاً عنها إني صديق العائلة من بعيد ...؟! ولكني لم اشاهدك قط من قبل ..؟! أجل فأنا كنت مسافر و عودت اليوم ..؟! وقابلت والدتكِ بالصدفة ويا لها من صدفة جميلة... امممممم وينظر إلى أمه سيأتون ويرون أن إبنك قد جاء ومن ثم سأذهب أنا وأنتِ إلي إحدى المحلات التي في النرويج النمسا و من ثم نذهب إلى سويسرا ، إنني أريد الآن السفر يا سيدي فكن بخير...، هيا يا أمي......؟؟ أمعن النظر بها قائلا عندئذ ربما أبقي مدة أطول.. ترد فلا تتعب نفسك ، يطيب لي السفر وأن أسافر معه ، مد يده لكي يسلم عليها ويكون العناق الأخير ، عانقته بشدة وضمت خدها البليل إلي عنقه ، شعر بابنها بأن شيئا ما يربطهما معا ، أخذ والدته بعيداً عن الطاولة وهمس في اذنها ، من يكون هذا الرجل لما تلك المعانقة الشديدة وكأنه رجلا ليس بالغريب عنكِ ....؟! تتنهد..... ومن ثم تقول له إنه كان حبي الأول قبل والدك ...؟! وعاد اليوم وبالصدفة رأيته هنا ...؟! ففكر ..ومن ثم قال سأخبره هل يود أن يبقي معكِ .؟! اعترضت وقالت له لا إياك أن تفعل ذلك ...؟! ولكن دعي الأمر لي فحسب...؟! سيدي أن لم أكن مخطئا ... اظن...اظن ..... بأنك لم تكن هنا لمجرد صدفه تجمعك معا أليس كذلك ؟! كنت تبحث عن سيدة تدعى كارولين بيرس ، نظر إليه ...يبدو لي بأن أمري قد اكتشف..غير إنني لا أريد أن.......... قاطع حديثه...... قائلا عفواً يا سيدي لقد اخطأت في السابق كنت اتوقع منك أن تقول لي أجل فأنا هنا لأجلها هي فقط ولا أريد أن أبرح مكاني غير وهي معي فهي قبل أن تكون والدتكِ فهي حبيبتي ، صمت قليلاً ومن ثم قال .... هذا جيد ...هكذا ينبغي أن أفعل ...هذا ما تريده ..؟! هز برأسه ومن ثم نظر إلي والدته وقال ماذا عنكِ...؟! هل تودين السفر معي أم البقاء معه ...؟! تبتسم وتقول لا اعرف ما أود قوله بأن أكون.... ابتعدت عن صوب الطاولة .... يرد أبنها فلتهدئي يا أمي ، ماذا بك ، لا يجوز هكذا؟! هيا نجلس معا ...أخبريني قبل سفري ماذا تريدين حقا ،. ...! راحت تتلعثم وهي تضمه إلي شفتيها اللدنتين.... برقه. .... وحزن في ذات الوقت وبهدوء... تهز برأسها علي أنها توافق أن تكون معه ... ابتسم وضحك .... ومن ثم عانقته بسرعة وضمته بشدة بعدئذ شدت علي يده ، قائل وداعاً يا غاليتي...، ولمس أناملها الناعمة وقبلها بحذر ، ثم عانقت ابنها مجدداً ورافقته حتي الباب .. وتضحك وفي عيناها دموع محبوسه كادت أن تسقط وهي تلوح بيدها فلا تنسي أن تتصل بي وتتكب لي من فضلك ، وأكثر.. أحبك يا بني ... غادر ومن ثم استدارت نحوه قائلة يا له من يوم شاق مليئ بالافراح والمفاجآت... ووضع يده علي خاصرتها وتمشي ببطء ، ودقه بجانب شاطئ البحر علي الرمال الصفراء . ومن توقف ونظر إليها قائلا أحبك جداً يا عزيزتي.

سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد و تميز العطاء
لاحرمنا الله روائعك
لقلبك الفرح .

سلمت يداك على روعة الطرح
وسلم لنا ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
تحياتي

،/
سردمُمتع
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
لرووحك السعادة ولقلبك الفرج
،/

طرح جميل
يعطيك العافيه

-



مكنون جَمِيل ..
سلم الجهد والك الشكر أرتال.