بيت أبي تمام
دخل الشاعر أبو تمام على الخليفة المعتصم، وقال له قصيدة يمتدحه فيها، وشبهه في أحد أبياتها بعمرو بن معد يكرب في الشجاعة، وحاتم الطائي في الكرم، والأحنف بن قيس في الحلم، وإياس بن معاوية في الذكاء، وهؤلاء يضرب بهم المثل في هذه الصفات، فقال :
إقدام عمرو في سماحة حاتم * في حلم أحنف في ذكاء إياس
فأراد بعض الحاضرين أن يوقعوا بين المعتصم وأبي تمام، فقالوا : لقد شبهت أمير المؤمنين بصعاليك العرب . فقال أبو تمام :
لا تنكروا ضربي له من دونه * مثلا شرودا في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره * مثلا من المشكاة والنبراس
فأسكتهم أبو تمام بذكائه، فقد وضح لهم أن تشبيهه للمعتصم لا ينقص من قدره، فالله عز وجل قد شبه نوره بنور مصباح في مشكاة .
الشاعر واللص
أراد أحد الشعراء أن يسافر لأداء أمانة إلى صديق له، وكان للشاعر ابنتان، فقال لهما : إذا قدر الله، وقُتلت في الطريق، فخذا بثأري ممن يأتيكم بالشطر الأول من هذا البيت .
ألا أيها البنتان إن أباكما * قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما
وبينما الشاعر في الطريق قابله أحد اللصوص، وهدده بالقتل، وأخذ ما معه من أموال، فقال له الشاعر : إن هذا المال أمانة، فإذا كنت تريد مالا فاذهب إلى ابنتي، وقل لهما : ألا أيها البنتان إن أباكما وسوف يعطيانك ما تريد .
ولكن اللص قتله، وأخذ ما معه، ثم ذهب إلى بلدة الرجل، وقابل البنتين، وقال لهما : إن أباكما يقول لكما : ألا أيها البنتان إن أباكما .
فقالت البنتان : قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما .
وصاحتا، فتجمع الجيران وأمسكوا باللص القاتل، وذهبوا به إلى الحاكم، وهناك اعترف بجريمته، فقتله الحاكم جزاء فعله .
ا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|