ولقد أجمعت الأمةُ واتَّفقت على وصف الله بكل كمال إلهي وصف به سبحانه نفسَه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال أئمة الإسلام في ذلك لها من الذيوع والاستفاضة والانتشار ما يغني عن حكايتها ونقلها؛قال شيخ الإسلام ابنُ تَيميَّةَ (ت:782هـ) رحمه الله: "فالإجماع منعقد على أنه تعالى لا يوصف بغير صفة الكمال"[1].
وقال رحمه الله أيضًا: " الكمال ثابت لله، بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية، بحيث لا يكون وجودُ كمال لا نقصَ فيه إلا وهو ثابت للرب تعالى يستحقه بنفسه المقدسة، وثبوت ذلك مستلزم نفي نقيضه، فثبوت الحياة يستلزم نفي الموت، وثبوت العلم يستلزم نفي الجهل، وثبوت القدرة يستلزم نفي العجز، وأن هذا الكمال ثابت له بمقتضى الأدلة العقلية والبراهين اليقينية، مع دلالة السمع - أي نصوص الوحي - على ذلك"[2].
ويقول رحمه الله أيضًا: "ومعلومٌ أن الإجماع على تنزيه الله تعالى عن صفات النقص، متناول لتنزيهه عن كل نقص من صفاته الفعلية وغير الفعلية"[3].
وقال ابنُ القَيِّمِ (ت: 751هـ) رحمه الله:
"ذاتُه تعالى مُنَزَّهةٌ عن كُلِّ شَرٍّ، وصِفاتُه كذلك؛ إذ كُلُّها صِفاتُ كَمالٍ ونُعوتُ جلالٍ، لا نَقْصَ فيها بوَجهٍ مِن الوُجوهِ، وأسماؤُه كُلُّها حُسْنى ليس فيها اسمُ ذَمٍّ ولا عَيبٍ"[4].