أوجاعنا!
نربّت قليلاً على أنفسنا لعلنا نخلق مساحة واسعة من السلام النفسي داخلنا، فهذا السلام هو أول الأسلحة للقضاء على أوجاعنا،
وليس لنا بدٌّ من صنع بداية حياتية جديدة بعد كل موقف أصابنا بالتصدع.
هذه البدايات الحياتية، أعمدتها ما تعلمناه من تجارب مريرة سابقة، وجدرانها الرغبة بالوقوف من جديد رغم كل ما تعرضنا له من احتراق،
أما سقفها فهو اصرارنا على العيش بشكل أفضل.
في أوجاعنا، قد نشعر أن أمعاءنا تتقطع، وأن الضوء الخافت لنهاية النفق بعيد جداً،
فقط اغمض عينيك ووسع قلبك واحلم بأفق بعيد فيه كل ما فيه وئام، ويغلفه السلام، وأنك قادر على الوصول، حبوٌ على يديك، أو زحفا على مرفقيك، أو مهرولاً على قدميك،
لا فرق طالما أن الوصول إلى ذاك الضوء الخافت نُصبَ عينيك.
وأعلم أن الوقت قاطع، وقد يكون قاتل، فخذ قرارك بالوصول إلى نهاية تشتهيها بسرعة ومن غير تأني،
فسلامة التأني تصلح لكل شيء إلا لمداواة جروح نفسكَ.
وكثيراً ما نعيش مع الأوجاع فتعتبرنا موقف، ونحن نتخذها حياة، لذلك يزداد التصدع وننهار كأي كومة رمل لحظة هبوب الريح،
وطالما الظروف هي من تسيّرنا، وليس نحن من نسيّرها فالضياع والانهيار والسقوط نتيجة حتمية..
والظروف التي قد تنكأ الجرح ثق تماماً أننا نحن من صنعناها، أو نحن من قمنا بتضخيمها للتجاوز محيط تحملنا البشري.
بالمحصلة، بعد الله عز وجل لا شيء يداوي أوجاعنا سوى نحن، برغباتنا وأحلامنا وآمالنا وسلامنا مع أنفسنا،
وأن نكأ الجراح أوجع من الجرح نفسه، لذا دع ذكرياتك وامضي!
بقلمي \ سبق نشره!
|