قصة قصيرة..
في رقعة خضراء يانعة الأزهار ...
داخل مصحة علاجية ...
تقع علي قمة بلدة ساحرة الطبيعة ...
جلسا متلاصقين هو يقرأ لها ...
نفس القصة وللمرة الألف علي التوالي ...
وهي تستمع بشغف واستمتاع ...
حتي جاءت المشرفة معلنة قدوم الأولاد ...
فقالت العجوز بدهشة أولاد ...
فسارعت المشرفة بقولها أولاده ...
فقالت لرفيقها هل لي أن أتعرف عليهم ...
فرحب بذلك ...
وتقدم الأولاد والأحفاد إلي أبيهم الطاعن في السن ...
يضمونه إليهم في محبة وشوق جارف ...
وبعد أن قدمهم إليها صمتت برهة ...
ثم استأذنتهم في الصعود لغرفتها للراحة ...
وتركتهم وأبيهم وبعد أن ذهبت ...
قالت الأبنة الكبرى ...
ألا تعود للبيت يا أبي طال مكوثك هنا ...
وأمنا كما هي لم يتغير حالها منذ أمد بعيد ...
وحالتك الصحية لا تحتمل هذ الإرهاق المضنى ...
دعنا نهتم بك ونرعاك كما رعيتنا وأمنا كل هذا العمر ...
قال وهي لمن أتركها ...
وحيدة ضائعة غائبة عن الزمان وأهله ...
وكيف أهنأ في منام وعيني لا ترقبها ...
ويدها لا تسكن يدي ...
أي بيت تحدثوني عنه ...
وهي بيتي وعشقي ...
وقبري ...
أينما وجدت ...
منقول
|