أهمية التقوى
للتقوى أهمية كبيرة وشرف عظيم؛ وذلك للأسباب الآتية:[10] وصية الله -سبحانه وتعالى- للأولين والآخرين؛ فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا).[11] والآية الكريمة تبين أنّ الله -سبحانه وتعالى- أوصى هذه الأمة، ومن قبلها من اليهود والنصارى وغيرهم بتقواه -سبحانه وتعالى-، فلا يخرجوا عن طاعته -سبحانه- بترك ما أوجب عليهم، أو فعل ما نهاهم عنه. وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأُمته؛ فقد وصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بتقوى الله -سبحانه وتعالى- في أحاديث كثيرة، فعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: (صلى بنا رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة.. فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ).[12] وقد علّق ابن رجب -رحمه الله- على قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة)؛ فقال: هاتان كلمتان تجمعان سعادة الدنيا والآخرة، وهي وصية الأولين والآخرين. وصية جميع الرسل -عليهم الصلاة والسلام- لأقوامهم؛ فالرسل أزكى البشر، فلو علموا أنّ هناك أمراً أنفع للناس من التقوى لما عدلوا عنها. أجمل لباس يتزين به العبد؛ فقد قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ)؛[13]لأن المتقي لله -سبحانه وتعالى- عبد ملتزم بطاعة الله وطاعة رسوله، والله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- يأمران بأن يستر العبد عورته، ويأمران بالحياء، والعفة. أفضل زاد يتزود به العبد؛ فقد قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)،[14]فأمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بأن يتقوه ويخافوه فلا يعصوه في أمره ونهيه. أهل التقوى هم أولياء الله. أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتعاون عليها؛ لشرف التقوى وعظمتها، كما نهاهم عن التعاون على ما يخالفها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|