تفاوت حساب العباد
ويتفاوت حساب العباد فبعض العباد يكون حسابهم عسيراً وهؤلاء هم الكفرة والمشركون الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً، وتمردوا على شرع الله وكذبوا المرسلين، وكذلك بعض عصاة الموحدين الذين قد يطول حسابهم ويعسر بسبب كثرة الذنوب وعظمها.
وبعض العباد يدخلون الجنة بغير حساب وهم فئة قليلة من صفوة هذه الأمة، روى البخاري ومسلم من حديث ابن عبَّاس أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليْه وسلَّم " رأى أمَّته ومعهم سبعون ألفًا يدْخُلون الجنَّة بلا حساب ولا عذاب، وهم الَّذين لا يسْتَرْقون ولا يكتوون ولا يتطيَّرون، وعلى ربهم يتوكَّلون" .
وبعض العباد يحاسبون حساباً يسيراً وهؤلاء لا يناقشون الحساب، أي لا يدقق ولا يحقق معهم، وإنما تعرض عليهم ذنوبهم ثم يتجاوز الله عنها، وهذا معنى قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا ﴾ الانشقاق: 7 – 12
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حساباً يسيراً} فقال صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك العرض ، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك ". رواه مسلم.
قال القرطبي : إن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منّة الله عليه في سترها في الدنيا، وفي عفوه عنها في الآخرة. ( التذكرة ).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|