يوشع بن نون والشمس
يوشع بن نون والشمس
إن الله سبحانه وتعالى أمر موسى عليه السلام أن يجند بني إسرائيل، فقد قال الله تعالى في سورة المائدة آية 12: “وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ”، ونرى في هذه الآية الكريمة أن العهد كان مشروطاً بميثاق قد أخذه الله سبحانه وتعالى على بني إسرائبل، ويتجلى في أن يقاتلوا ولا يفروا من القتال، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة بالإضافة إلى أنهم يجب أن يؤمنوا بالرسل جميعهم.
خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، وقد توجه بهم إلى الأرض المقدسة، فقط مر بنهر الأردن ثم مدينة أريحا، وقام بمحاصرتها ستة أشهر حيث أنها كانت من أقوى وأحصن المدائن، فهي تحتوي على سوراً عالياً وقصوراً، وإن هناك بعض الروايات قالت بأن المعركة الأخيرة لبني إسرائيل والتي بدأت في يوم الجمعة فقد كان اليهود على مشارف النصر، لكن اقترب موعد الشمس على المغيب.
وفي ذلك الوقت كان اليهود لا يحاربون يوم السبت بالإضافة إلى أنهم لا يعملون، فخاف يوشع بن نون أن يخسر وأن يذهب النصر، فنظر إلى الشمس وقال لها: “إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي”، فظلت الشمس واقفة في مكانها حتى تم فتح بيت المقدس وقد دخله، ولكن هناك البعض من العلماء لا يصدقون هذه الرواية، حيث أنهم يعتقدون أن الشمس والقمر هما آيتان من آيات الله، فليس من الممكن أن يتوقفان لحياة أحد أو لموته، حيث أن المعجزات جميعها التي جاءت لبني إسرائيل كانت لا تتعارض مع نظام الكون، ولم تتجاوز أديم الأرض أو الجبل أو غيرها من الأمور المتعلقة بالمنظومة الكونية.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى أن يدخل بني إسرائيل إلى هذه المدينة بعد النصر سجداً، وهم راكعين لله مطأطئي رؤوسهم، حامدين الله سبحانه وتعالى على ما مَنَّ عليهم من الفتح، بالإضافة إلى أنهم أُمروا أن يقولوا عند دخولهم لهذه المدينة “حِطة” أي بمعنى أزل عنا الخطايا التي قمنا بها وجنبنا ما تقدم من آبائنا، ولكن بنو إسرائيل قد خالفوا ما أُمروا به، فدخلوا إلى المدينة متكبروين، وبدلوا قولاً غير القول الذي قيل لهم، ولكن كان مصيرهم عذاب من الله.
فقال الله تعالى في سورة الأعراف آية 161: “وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ”.[3]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|