و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه ...
و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه ...
وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه ...
{ و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه
ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل .. }
الزمر .
إن فطرة الإنسان تبرز عارية حين يمسه الضر ،
و يسقط عنها الركام ، و تزول عنها الحجب ،
و تتكشف عنها الأوهام ..
فتتجه إلى ربها ، و تنيب إليه وحده ،
و هي تدرك أنه لا يكشف الضر غيره و تعلم كذب
ما تدعي من شركاء أو شفعاء .
فأما حين يذهب الضر و يأتي الرخاء
و يخوله الله نعمة منه ، و يرفع عنه البلاء
فإن هذا الإنسان الذي تعرت فطرته عند مس
الضر يعود فيضع عليها الركام ..
و ينسى تضرعه و إنابته و توحيده لربه ،
ينسى هذا كله و يذهب يجعل لله أندادا .
إما آلهة يعبدها و إما قيما و أشخصا و أوضاعا
يجعل لها في نفسه شركة مع الله ..
فإذا هو يعبد شهواته و مطامحه و مطامعه
و ميوله و مخاوفه و ماله و أولاده و حكامه و كبرائه
كما يعبد الله أو أخلاص عبادة ،
و يحبها كما يحب الله أو أشد حبا .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|