(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-24-2022
Şøķåŕą متواجد حالياً
Egypt     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 8
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ 19 دقيقة (06:14 PM)
آبدآعاتي » 12,429,785
 تقييمآتي » 2508993
 حاليآ في » ☆بعالم الحب يا حب ❤️ ☆
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
تم شكري »  1,726
شكرت » 1,682
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
Q70 موت حياة



"على الرغم من كثب الغمام ألقيت بنفسي في السيارة متناسيا أنني تركت شبح هائم وتائه في دائرة الإرشاد السياحي في الطابق الأول من وزارة السياحة.

طوال الطريق أجري المكالمة تلو الأخرى لكن بدون جدوى فلا أحد قادر على اطفاء نيران مخاوفي، كأن هواتف أبي وأمي وراية اتفقت على إخفاء سر خطير.

درب شاسع حتى أقف أمام الحقيقة، أرى فرق الخواطر وكتائب الأفكار تتزاحم، كنت فيما مضى أقرأ روايات الموت في الوجوه...اقترب لأكتشف الموت وابتعد حتى أبحر في أسراره، لم أصنع حدود بيني وبينه حتى لا أكون في معزل عن التفكير به، كانت جوارحي دوما تحاكي الموت حتى لا تتعرض للصدأ والتآكل.

لكن الموت نجح في اختراق النوافذ، وها هو يوجه سهامه نحوي بسرعة، حواجزه تتوزع في كل مكان، تمرح في شوارعنا، تتصيد أخطاء البشر، تنقض بشراسة على أرواحنا، والسؤال الذي يطفو على السطح: الغلبة لمن؟ هل يتغلب الموت على جنون البشر؟ أم هل تنتصر الحياة على غطرسة الموت؟

في المقابل، تقرر ذواتنا الاتجاه إلى مهاوي التهلكة، فتستعد لكتابة الوصايا على عجل وتتناسى أنها ترعرعت منذ نعومة أظفارها على أن طعم الموت مر كطعم العلقم، عندئذ تمطي بمهارة فائقة قنطرة العبور ثم تنتقل ببساطة وبدون ضجيج إلى عوالم أخرى مجهولة.

أدرك الآن أنني أمام حقيقة الموت، أراني في مقدمات الجزع وانا ألمح نصاله على بعد 200كلم، أجلس على مقعد السيارة وكلي خشوع من مشهد موت الحياة...تضاريس الموت تزلزل الأعماق..تُلزم ذاك الجسد الغالي صمت مطبق، فيتوقف عن ممارسة الحركة والكلام والتفكير، ثم ينحجب الهواء عن منافذ الرئة إيذانا بالرحيل.

يمر الموت على أشلاء جسده، لكنه يأسرني...يحيط بي من كل الجهات، على أعقاب رجفة الموت...يعلن الجميع الاستسلام...نلزم الصمت...نلجئ للبكاء...تختبئ أرواح الكائنات...تهرب الشياطين... ثم يمسك الموت بكل خيوط الأحداث، يتفنن في استباحة حرمات النفس والاستماع برؤية مشاهد الاختناق والانهيار.

حضور الموت مهيب وعظيم، أتأمل عواقبه. أعلم جيدا أنني في انتظار مشهد آخر ألا وهو حياة الموت، أعقد انواع الموت، عند ابوابه تتجدد حكاية الأحزان وينبعث السفر الموحش نحو صحاري قاحلة من الكأبة ، عندئذ لا مفر من المرور بأطوار متقلبة من انفجار النبضات وتصدع الأعصاب وانقلاب التوازن الذي سيفرض مشاهد الألم المتكررة، فتتهاوى بذلك القاعدة التي تدعي أن الاحياء لا يمكن أن يتبنون الاموات".

على مقربة من دوار الملدة ترسو سفينة الخوف، أبعد عن الحقيقة مسافة 90 كلم، على الجانب اليمين يتعثر باص مدرسة، يصطدم بإحدى الاعمدة، ارى الأطفال يحفرون في ذاكرتهم هذا المشهد المأساوي، كأنهم يشهدون على خزي صاحب الباص الذي تخلف عن مهمته النبيلة.

على حين غفلة يغزوني حلم البارحة، لم افهم ان طول الشعر وتكاثره حتى امتلاء الغرفة يعني أن هناك فاجعة بانتظاري، احتاج إلى دواء شافي يقاوم الخوف، أصوات عبدالله اليافعي وخليفة الحيدي ترنو في أذني، أين هي تلك النغمات الحزيمة التي أشتاق إليها كلما ألم بي الضيق والهم؟

على مشارف البيت تنتظرني مجموعة من الوجوه، هذا يلفني وذاك يطلب مني الصبر، لم تقو رجلاي على الوقوف، فهذا خالي حميد أتى من الركة تلك القرية النائية بين الجبال وذاك صديق طفولتي راشد وبجانبه الحاج خميس امام الجامع .

لم احتمل الموقف، أطلقت صرخة في الهواء: وش اللي حصل؟ ومن اللي مات؟ صوت ناصر يطلق شرارة الفاجعة : راية تعرضت هي ومجموعة من زميلاتها لحادث سير فضيع في تقاطع ديل آل عبد السلام...جميعهن فارقن الحياة.

احسست أني أفقد اتزاني، هويت من القمة إلى القاعة، شيء ما يرميني الى الارض، يتهافت الكل للامساك بي... أزحف باتجاه الباب، على مقربة من الباب اكتشف وجود أبي، يلف وجهه بقماش ابيض، يواري حزنه وغضبه على الحياة، لم استطع الاقتراب منه.

في فناء بيتنا الضيق، توضع راية على أرضية صلبة، جمع من النساء يحيطن بجسدها الطاهر، كم هائل من العويل والصراخ يزيد من قتامة المشهد، انظر إلى راية في لحظة وداع أبديه، كانت الاخت والصديقة والأم، عيناها الفاغرتين تهمسان في أذناي كلمات الوداع، ترتمي أشلائي المنهارة على جسدها الطاهر كأنني لم أرها منذ مدة طويلة، دمعة حارقة تتشظى معها مقولة أن الرجل كائن متماسك، فقوة الرجولة تمنع تدفق الدموع، لم استطع إيقاف شلال الدموع ...بكيت بسخاء...صرت أشهق وأغرق في بحر النشيج...ثم أفيق بلا وعي...خيل إلي أن كائنات الردة تصرخ معي.. تتضامن معي.



 توقيع : Şøķåŕą





شكرا على التهنئه الملكيه ..
مواضيع : Şøķåŕą


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أنت, حياة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حياة المسلم حياة كبيرة .... بنت الشام ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 34 10-09-2024 04:04 PM
حجاب بدون حجاب - بدر المشاري بنت الشام ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 17 06-13-2024 07:16 AM
حجاب يحتاج إلى حجاب! بنت الشام ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 22 02-29-2024 02:12 PM
حياة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في القبر حياة برزخية رحيل ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ 23 04-24-2023 10:45 AM
جودة حياة ذوى صعوبات التعلم وجودة حياة أسرهم نور القمر 𓇬 ذوِي الإحتيَاجات الخَاصة 𓇬 25 10-30-2022 08:02 AM


الساعة الآن 06:33 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع