قصص_ خادمة السّيّدة الزّهراء (عليها السّلام)
كان المسلمون في بداية الدّعوة الإسلاميّة يعيشون في ضائقة معيشيّة لجهة وسائل العيش والمادّة، فكانت حياتهم بسيطة جدًّا ومرهقة، حتّى أنّ السّيّدة فاطمة الزّهراء (عليها السّلام) والّتي كلّما ذكرها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: فداها أبوها، كانت تطحن على الرّحى وتعجن وتخبز وتعدّ الطّعام لزوجها وأولادها حتّى أرهقت وتورّمت يداها، حتّى أنّ عليًّا (عليه السّلام) قال: اشتكي ممّا أندى بالقُرَب، فقالت فاطمة (عليها السّلام): والله إنّي أشتكي يدي ممّا أطحن بالرّحى. وكان عند النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أسارى فأمرها أن تطلب من النّبيّ خادمًا، فدخلت على النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسلّمت عليه ورجعت، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ما لكِ؟ قالت: والله ما استطعت أن أكلّم رسول الله من هيبته، فانطلق عليّ معها إلى النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال لهما: جاءت بكما حاجة؟ فقال عليّ (عليه السّلام): مجاراتهما، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا ولكنّي أبيعهم وأنفق أثمانهم على أهل الصّفة، ولمّا ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا فاطمة والّذي بعثني بالحقّ إنَّ في المسجد أربعمائة رجل ما لهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت، يا فاطمة إنّي لا أريد أن ينفكّ عنك أجرك إلى الجارية وإنّي أخاف أن يخصمك عليّ بن أبي طالب يوم القيامة بين يدَي الله (عزّ وجلّ) إذا طلب حقّه منك، ثمّ علّمها صلاة التّسبيح، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): مضيت تريدين من رسول الله الدّنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة، فلمّا خرجت فاطمة (عليها السّلام) من عنده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنزل الله سبحانه على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ï´؟ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا ï´¾ يعني عن قرابتك وابنتك فاطمة (عليهما السّلام) ابتغاء، يعني طلب رحمة من ربّك، يعني رزقًا من ربّك ترجوها: ï´؟ فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا ï´¾ يعني قولاً حسنًا، فلمّا نزلت هذه الآية أنفذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جارية إليها للخدمة وسمّاها فضّة [276] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|