قصص _تذرّع المشركين
بعدما سطع نور الإسلام وبدأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يبشر بالدّعوة والدّين الجديد « الإسلام »، وقف المشركون بوجه انتشار هذه الدّعوة، وعملوا جهدهم لإطفاء نور الإسلام بأعمالهم وأفواههم الملوّثة بشتّى أنواع الموبقات، لكنّ الله تعالى متمّ نوره ولا رادّ لإرادته ولو كره المشركون.
من الأشياء الغريبة والعجيبة الّتي طلبوها من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعنوان المعجزات الخارقة أنّهم قالوا: يا محمّد تخبرنا أنّ موسى (عليه السّلام) كان معه عصا يضرب بها الحجر فينفجر منه اثنتا عشرة عينًا، وتخبرنا أنّ عيسى (عليه السّلام) كان يحيي الموتى، وتخبرنا أنّ ثمود كانت لهم ناقة، فاتنا بآية من الآيات حتّى نصدّقك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أيّ شيء تحبّون أن آتيكم به، قالوا: اجعل لنا الصّفا ذهبًا، وابعث لنا بعض موتانا حتّى نسألهم عنك أحقٌّ ما تقول أم باطل وأرنا الملائكة يشهدون لك أو ائتنا بالله والملائكة قبيلاً، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فإن فعلت بعض ما تقولون أتصدّقونني، قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتّبعنّك أجمعين، وسأل المسلمون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن ينزلها عليهم حتّى يؤمنوا، فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يدعو أن يجعل الصّفا ذهبًا فجاءه جبرائيل (عليه السّلام)، فقال له: إن شئت أصبح الصّفا ذهبًا ولكن إن لم يصدّقوا عذّبتهم وإن شئت تركتهم حتّى يتوب تائبهم، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): بل يتوب تائبهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية [265] : ﴿ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [266] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|